تكون النساء دائما ضحية لكل مجتمع، وذلك بسبب العادات والتقاليد الموروثة والعرف الذي أصبح بمثابة قانون يقيد ويحتل حياتها وشتى المجالات ونتيجة لذلك تواجه النساء العديد من المشكلات والتي من خلالها تفقد حياتها وتضيع حقوقها ومن أكبر الجرائم التي ترتكب في حق النساء هي "تزويج الطفلات "

والذي ينتشر بكثرة خاصة في الصعيد وتؤدي هذه الجريمة إلى ضياع حقوق النساء كما يعوق استكمالهن للعملية التعليمية ويعرقل أيضا وضعهن الاجتماعي والصحي وما يتعرضن له من ضغوط نفسية وفسيولوجية في تلك المرحلة العمرية المبكرة

تزويج الطفلات وليس زواج الطفلات ، لأن أحد شروط الزواج أن يكون الطرفان كلاهما راضيا عن تلك الزيجة ويعربان عن موافقتهما الكاملة المستنيرة لذلك الزواج

ولأن تزويج الطفلة/ القاصر وهي لم تبلغ السن القانوني بعد فيه انتهاك لحقوقها، لأنها ستكون غير مدركة لما ستتعرض له من مخاطر وينتشر تزويج الطفلات بكثرة وذلك له عدة أسباب منها:-

التعليم:-

يمنع تزويج الطفلات النساء من الحصول على تعليم جيد بسبب قيود المجتمع التي ستمنعها من الذهاب إلى المدرسة، وبسبب العادات والتقاليد الموروثة لدى الصعيد والقرى بعد الزواج يكون للزوج الحق في منعها وحرمانها من أخذ حقوقها وخاصة في التعليم، وذلك لأنهم يعتقدون أن النساء خلقت لتكون ربة منزل لا غير.

العادات والتقاليد:-

تلعب دورا أساسيا في الزواج الذي يتم بين الأسر في أغلب الأحيان، ولا يهتمون لرأيها ولا يشكل لهم السن أي مشكلة في الزواج.

التمييز بين الذكور والإناث:-

في المعاملة والتقدير دور سلبي لدى الفتاة فتعتبر الأسرة أن وجودها يشكل عبئا من الناحية المادية والاجتماعية.

وفي وجهة نظري أنه من المحتمل سوء الأوضاع الإقتصادية أيضا، حيث أري أن كثيرا من الفتيات يتزوجن من أجل تحسين وضعهن الإجتماعي.

وتتعرض المرأة للكثير من المشكلات بسبب الزواج المبكر منها:-

الآثار النفسية:-

تتمثل الآثار النفسية لتلك الجريمة على الفتيات، في الحرمان العاطفي للوالدين مما يؤدي إلي تعرض الفتاة للضغوط النفسية إلى جانب الاضطرابات الشخصية أو اضطرابات في العلاقة الجنسية لعدم إدراك الفتاة لهذه العلاقة مما يجعلها في حالة من المعاناة والآلام والخوف من أنها ستكون الزوجة والأم والذي يؤدي إلي ظهور العديد من الأمراض النفسية والعصبية.

الآثار الاجتماعية:-

انخفاض المستوي التعليمي والثقافي لها مما يؤدي إلى نشوب علاقات أسرية فاشلة.

الآثار الصحية:-

زيادة معدلات الإجهاض ا الذي ينطوي على مخاطر صحية وخيمة قد تؤدي إلي موت الفتاة وتتعرض أيضا للعنف الجنسي وخاصة في بداية العلاقة الحميمة لأنها تكون غير مهيأة ودائما يستخدم معها الزوج أسلوب الإجبار والإكراه.

وكما ذكرنا سابقا أنه له أثر اقتصادية.

من وجهة نظري أن جريمة تزويج الطفلات من أهم القضايا التي تواجهها النساء في الصعيد حيث شاهدت العديد من الفتيات التي دمرت حياتها من أجل هذه الجريمة، وخاصة في الجنوب ولذلك علينا الحد منها وذلك من خلال تطبيق رادع لقوانين تمنع تزويج الطفلات وتغليظ العقوبات لمعاقبة الجناة.

كذلك أيضا التوعية والتثقيف الكافي إلي المجتمع بأكمله بما في ذلك الأسر والشباب والشابات ومختلف الأعمار للجنسين وان تشمل ايضا القادة وصانعي القرار.

والعمل على توفير فرص للتعليم وتمكين الفتيات اقتصاديا واجتماعيا للاعتماد علي أنفسهن، وتعزيز فرص النساء والفتيات في المشاركة المجتمعية وتمكينهن ليصبحن هن صانعات القرار وتحديد مصيرهن بأنفسهن.