احنا هنا

٢٦ يناير ٢٠٢١

وسط كل بيت حكايه

قامت بكتبتها / فاطمة عدار
هل الصعيد مكان امان للفتيات من التحرش ؟
الاجابة هى "لا " بالتاكيد ولكن البعض يعتقد ان التحرش فى الصعيد اخف ضررا ولكن ذلك المنطق خطئ اذ باتت ظاهرة التحرش الجنسي بالنساء، لا تفرق في انتشارها بين مدينة في أقصى صعيد مصر، وحى في وسط العاصمة المصرية القاهرة ، لكن الفارق هنا أن تلك الظاهرة باتت تهدد حياة كثير من النساء في محافظات الصعيد فإن الظاهرة لها مخاطر أخرى في صعيد مصر بينها القضاء على ما حققته المرأة من مكتسبات في مجال حق العمل وحرية الخروج والانتقال والسفر، إذ باتت كثير من السر والعائلات والقبائل تبدي تحفظًا على خروج النساء والفتيات للعمل، أو لأي سبب آخر خشية تعرضهن لمضايقات من قبل المتحرشين بالنساء وتلك الامور هى احد اسباب سكوت الفتايات وصمتهن الى جانب الخوف من الفضيحه لهن ولعلائتهن .
ووفقا لدراسات المركز المصري لحقوق المرأة الإحصائيات الصادرة عن منظمات أممية فإن 99.3 % من نساء مصر تعرضن للتحرش بأي شكل من أشكاله سواء كانت لفظية أو بدنية جسدية أو تعليقات ومعاكسات غير مرغوب فيها.
وأن 78% ممن تعرضن للتحرش أفدن بأن المتحرش لا يميز بين الضحايا من حيث مستواهن الاجتماعي أو الاقتصادي.
فوفقا لرصد مبادرة شقت تحرش وقعت 1191 واقعة تحرش جنسى فى 20 محافظة فى الفترة بين 17 سبتمبر و25 ديسمبر 2014، أى خلال 100 يوم .
هدى (اسم مستعار) البالغه 17 من عمرها لم تكمل دراستها من قبل ان تنهى المرحله الاعدادية وذلك بسبب تعرضها لمحاوله خطف من قبل والدته زميلتها بالصف مما جعلها خائفه من الخروج من المنزل فطلبت من اهلها ترك المدرسة نهائيا .
تقول هدى "كانت نزله مع ماما لمستشفى جانبنا اول ما وصلنا باب المستشفى ماما قالتلى روحى البيت هاتى الاشعه بتاعتى عشان لو الدكتور طلبها تانى نورهالوا يادوب عديت الشارع ولاقيت ولد صاحب التوكتوك اللى عديت من جانبه ورايا بيلف الطرحه حوالين رقبتى وبيقولى انتى سايبه البيت بقالك 3 ايام وراح حاطط ايده على بوقى ووقعنى على الارض وداس عليا برجله وقعد يضرب فيا لولا واحد جه بيقوله حرام عليك لو اختك خدها البيت متضربهاش كده فى الشارع فى الوقت ده انا ضربته فى صدره بايدى الاتنين وقالت للراجل ده مش اخويا والراجل اللى ساعدنى مسكوه وانا محسيتش بنفسى غير انى بجرى ووشى وجسمى كله متقطع من الضرب وطلعت على المستشفى لامى ووقعت قدام الباب وبعدين عرفت انى اخويا وابويا راحوا القسم وعملوا محضر وكان من حظى انى كان فيه كاميرا بتاعت محل بقاله جابت صورته واللى حصل وفى القسم اتقالنا انى الولد ده متسجل ليه اكتر من قضيه تحرش بس بيطلع منها عشان البنات بتتنازل عشان بيكونوا خايفين من الفضايح والظابط قال لبابا انى اهل البنات شايفين انى عمل محضر التحرش عيب "
وتستطرد هدى " اهل الولد كان جم البيت عندنا وقالوا احنا طردينه من البيت ولو عاوزين تقتلوه اقتلوه ده قبل ما يعرفوا انه اتقبض عليه وبعد ما اتمسك جم يتحايلوا علينا نتنازل , تانى يوم بعد اللى حصل انا كانت بقوم من النوم مفزوعه وبصرخ وبقولهم فى البيت اقفلوا الباب متفتحوش لحد كانت خايفه يجى البيت واخدت فتره مبنزلش من بيتنا "
أما داليا ( اسم مستعار) طالبه جامعية ووسيله المواصلات المتاحه لها للذهب للجامعه هى اليمكروباص .
كنت راكبه الميكروباص وانا راجعه من الجامعة وقاعده فى الكرسى اللى جانب الشباك وصحبتى جانبى وواحد قاعد ورايا سنه حوالى 50 سنه او اكتر وراح مدخل ايده فى الفراغ بين الكرسى والشباك ولمسنى ولما اخدت بالى قولت لصاحبتى راحت مزعقه فيه وهو وقتها قال انه كان بيفتح الشباك مع انى ايده كانت تحت الشباك والشباك فوق ولما فضلنا نزعق كان فيه راجل جانبه ولا يعرفه قال معلش يابابا زى ابوكى وده عصبنا اكتر لاننا كنا مستنين موقف ايجابى ويقف معانا مش مع المتحرش لكن السواق وكان شاب وقف العربيه وقاله لازم ينزل يا اما مش هيحصل طيب ونزل فعلا واحنا نازلين السواق قالنا متسكتوش عن حقكم "
وتستكمل داليا " على فكره الموقف اتكرر معايا 3 مرات مره بنفس الحركه ديه بالظبط لدرجه انى باقيت اشك انى انا اللى بيتهيألى اللى بيحصل "
تتابع نهله (اسم مستعار) "انا كانت رايحه قنا لصاحبتى بتدرس فى جامعه جنوب الوادى وانا ماشيه كان فيه حيوان معدى جانبى خبطنى فى كوعى قاصد وماشى ولا كانه عمل حاجه انا اضيقت وروحت وراءه ووقفته وقولتله انت بتستهبل انت خبطنى فى ايدى فضل يقول انا معملتش كدا وكان فيه واحد صاحبه جانبه كان شغال يهدى الموقف ويقولى خلاص معلش وهو مايقصدش وانا فضلت اقوله انت متخلف انت ازى تعمل كده لكن اللى كانت مستغربه ومتنزفزه منه انه الحيوان اللى خبطنى كان واقف مبتسم وانا بواجهه بالى عمله ووقتها انا قولت انا هعمله محضر كان وقتها مجموعه شباب اتجمعوا والشارع اتلم وكان معايا صاحبتى قالتله كلمتين لكن برضوا ولا كان فارق معاه ، المهم انى جات واحده ست كبيره بتنصحنى يعنى وتقول خلاص واسترى نفسك احسن من الشوشره دى انا وقتها انفعلت اكتر وقولتلها ايه ده هو اللى غلطان وفى الاخر ماشيت من غير ما اخد حقى واللى ضيقنى اكتر انى عرفت من صاحبتى انى مدريه الامن قريبه من المكان اللى كنا واقفين فيه "
وتقول نهله " انا من جوايا ايوة كانت خايفه وانا بزعق بس معرفتش اسكت على اللى حصل وفى الاخر معرفتش اخد حقى "
تقول سندس (اسم مستعار ) طالبه جامعية
" كانت فى اعدادى وماشيه فى الشارع وواحد لمسنى من خدى ومشى وعكنن يومى الله لا يسامحه وكان معايا كانز فيروز رميتها فى الارض من خنقتى انا لسه فاكره اليوم ده بكل تفاصيله كانت نزله انا وصحابى نتمشى واليوم كله اتقفل ورجعت البيت "
وتستكمل سندس " انا لسه فاكره انا كانت لابسه ايه "
فاتن " اسم مستعار" خريجه جامعيه
" كانت صغيره فى ابتدائى وروحت لدكان عم ابو الفضل فى الشارع اللى بعد شارعنا اشترى حاجات لماما واشترى شيبسى وطلبت الحاجات من عمه وكان بيجهزها ليا وكان واقف جانب الدكان راجل كبير بيبيع انابيب على عربيه كارو نداء عليا وقالى اقفى هنا اسندى الانوبه معايا كانت واقفه قدامه كان عمال يلمس جسمى انا مكونتش فاهمه ايه بيحصل بس كانت مضيقه ومكونتش عارفه اتصرف ازى ووقتها ندانى عم ابو الفضل عشان اخد الحاجه وقتها بعدت عنه وروحت اخدت الحاجه وجريت ماما كانت مستنياانى جانب البيت وكانت خالتى كمان قاعده معاها كانت عاوزه اعيط بس معملتش كده وكانت عاوزه اقول اللى حصل بس مقولتش وقعدت جانبهم واحنا قاعدين كان بتاع الانابيب ده معدى من شارعنا جريت ودخلت البيت ولما بعد رجعت اقعد جانبهم خالتى قالت لماما متشتروش من الواد ده فى الحته عندنا كان بيجى وسرق من بنت حلقها وقالت لامها ومن وقتها حرموا يدخل الحته وانا بسمع كانت عاوزه اقول لماما بس انا متسرقش منى الحلق انا معرفش انا مفروض اقولها ايه "
تستكمل فاتن " انا منسيتش اللى حصل معايا لحد دلوقتى برغم انى كانت صغيره احساس الخوف اللى كانت حاسه بيه لسه فاكره وفاكره انى كانت عاوزه ابكى ومعرفتش وكل ما افتكر اللى حصل ببكى , انا مكونتش خايفه من رد فعل امى انا بس مكونتش عارفه انا المفروض اقول ايه " .
هناك بعض الفتايات الناجيات من التحرش لديهن ثقافه عدم السكوت عن حقهن والوقوف فى وجهه المتحرش ولكن هن ايضا من يفتقدن ثقافه التقدم ببلاغات ومحاضر ضد هولاء المتحرشين ربما يعود السبب للعيب كما يقال من قبل الاهل وربما لان عمل المحضر واستكماله فى مثل هذه القضايا امرا صعبا على بعضهن فى بيئه صعبه وغير متفهمه لمواقفهن. .

مقالات اخري

article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
اختيار النساء لشريك الحياة (حق خاضع للقيد)
“كنتُ أحلم بأن أعيش حياة سعيدة مع هذا الشخص الذي اختاره قلبي، ورسمتُ معه الآمال. لكن الآن، ماتت أحلامي، وأصبحتُ شاحبة الوجه، ولم أعد أفكر في كيفية اتخاذ أي قرار؛ فأصبح كل ما ينطقه لساني هو “حاضر” و”نعم”. أصبتُ بحزن دائم، وأصبحتُ عاجزة، وحتى ابتسامتي على وجهي كاذبة.” هكذا وصفت إحدى النساء شعورها بعد أن […]
قرائة المزيد
article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
في ظل التهميش والتمييز: نظرة على واقع حقوق الصحة الإنجابية والجنسية للنساء والفتيات بمصر
تُعتبر الصحة الإنجابية والجنسية من أهم الجوانب التي تؤثر على حياة النساء، وخاصة الأمهات، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي أو الاجتماعي. تعني الصحة الإنجابية توفير الظروف والبيئة الملائمة للنساء لتحقيق حمل صحي وآمن، كما تؤثر الصحة الإنجابية بشكل مباشر على الصحة الجسدية والنفسية للأم. تساعد الرعاية الصحية قبل وأثناء وبعد الحمل في الكشف المبكر […]
قرائة المزيد