يعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في شرق الأوسط حيث يشهد في دورته ال 54 إقبالاً كبيراً يتخطى الآلاف الزوار، ومشاركات متنوعة وكثيرة من الكُتاب.

ويعتبر هو النافذة التي أشرقت من خلالها كثير من المواهب الذي يخوض البعض منهم أولى مشاركاته في فن الكتابة.

وفي هذا السياق تروى لنا مشاركتان من أسوان عن رحلتهن منذ بداية طريقها مع الكتابة حتى وصلت إلى هذا المحفل الثقافي،

قالت فاطمة محمد عبد القادر: قد سبق لي كتابة أكثر من رواية نُشرت إِلِكْتِرُونِيًّا، وشاركت في معرض الكتاب برواية تصنيفها فانتازيا تحت عنوان (إنهم يقتلون الموتى)

أضافت: الكتابة هي قنطرتي الخاصة لإيصال أفكاري ومشاعري للجميع، فدائما إن قابلتني مشكلة أو قضية فورًا أخطط لطرحها من زاوية روائية محكمة البناء، فمن ناحية أوصل الكثير من الأصوات المكتومة وأسلط الضوء على نقاط معتمة، ومن ناحية أخرى أعبر عن فكري الخاص حتى وإن لم أبلوره بتميز عن بقية الآراء المطروحة.

وحتى أصل إلى هذا المعرض مررت بأكثر من مرحلة أولها البحث عن دار موثوق بها وذات مصداقية عالية بين الكُتاب، فرأيت مجموعة على فيس بوك يرشح بداخلها العديد من الناس التعاون مع دار الكتابة تجمعنا للنشر والتوزيع، فتدخلت وصديقة لي للتواصل مع الدار والسؤال عن بعض التفاصيل، ثم أرسلت روايتي مع سيرتي الذاتية وتم قبول الرواية للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٣

وبسبب أن سبق لي نشر عدداً من الروايات الإلكترونية مسبقًا فلم أتردد كثيرًا أو أرهب هذه الخطوة بشكل مبالغ به، ولكن راودني بعض الهواجس المتعلقة بكوني غير مشهورة بشكل كافٍ لنشر رواية ورقية ربما لا تلقى نجاحًا كبيرًا مقارنة بالكُتاب العظماء والمشهورين، لكنني تخطيت تلك المخاوف وتوكلت على الله.

واجهت كثيرا من الصعوبات الأخرى أولاً الدعاية لروايتي وتعريف الجميع بها حاولت تخطي جميعها بتكثيف مجهوداتي في البحث ومن ثم تكثيف الدعاية،

وثانياً السفر نظرًا لطول المسافة بين محافظتي أسوان والقاهرة والتي تستغرق خمس عشرة ساعة أو أكثر بالقطار، كما أنني لم أزر القاهرة من قبل أبدًا ولم أكن لأستطيع التعامل بمفردي مع ذلك العالم الجديد بالنسبة لي، ناهيك عن مخاوفي الداخلية من الزحام والتيه وهذا كان سبب رفض أهلي في البداية للسفر ولكنهم رضخوا في النهاية لرغبتي في السفر ورافقوني في رحلتي.

استكملت حديثها: الرهبة... أكثر ما سيطر علي وقتها كان الشعور بالرهبة، بعد دقائق سأقابل رفاقي الإلكترونيين للمرة الأولى وسأمسك روايتي الورقية الأولى بين يدي، فاعتراني شعور بالرهبة التي تخالطها السعادة والحماس للقادم.

وعلى رغم من عدم وجود حفل توقيع إلى أنى شرعت أوقع الرواية لقارئاتي وصديقاتي، كان يملؤني شعوراً بالسعادة والاعتزاز بنفسي وبعض الدفء كأنني أحمل مولودتي بين كفي وليست مجرد رواية.

ولن أنسى دعم أبي ومحاولاته لمساعدتي ونصحي في رحلتي الأدبية حتى الآن، واحترام أمي لمواعيد كتابتي وفخرها بي رغم عدم اكتراثها في بداية الأمر، وتشجيع أخي الحماسي لي، رغم عدم قراءة إياهم لأي من كتاباتي ذات يوم... كما دعمني العديد من أصدقائي، على رأسهم صديقتي نور التي لم تتوان عن تشجيعي وإبداء رأيها في كل ما أكتبه وممارستها للدعاية والإعلان عن أعمالي الإلكترونية بالإضافة إلى الورقية حاليًا.

وتلقيت العديد من المباركات وعبارات التهنئة من معارف وأقارب وصديقات وزميلات، كما شعرت ببعض من أهلي وأصدقائي يفخرون بي، وبالفعل فادتني التجربة في تحديد بعضاً من أهدافي المستقبلية بخصوص الكتابة أو السفر بوجه عام.

ومن خلال مشاركتي في المعرض لاحظت أن ساحة الكتاب حالياً تحتلها المرأة فيها بنسبة أكبر على عكس الماضي، عهد نجيب محفوظ والعقاد وطه حسين وغيرهم من أعمدة الأدب العربي الذين لم تنافسهم أو تشاركهم النجاح إلا القليل من النساء، أما حاليا المرأة لا تنتظر شيئًا حتى تغتنم الفرصة وتعلن عن ذاتها وموهبتها، وكالعادة منهن من تحفى بقبول ودعم جماهيري ومنهن من لا يحالفه الحظ في بوادر الأمر لعوائق كثيرة كونها فتاة .

واختتمت حديثها معلقة علي تجربتها قائلة: رغم عدم حبي للسفر ومواجهة الزحام بشكل عام إلا أنني وجدتها تجربة حياتية مفيدة، فمنها تعرفت على بعض المناطق الجديدة وقابلت من كنت أتوق لرؤيتهن، ومنها كانت رحلة جديدة لم أخُضها مسبقًا.

ولكن بالنسبة لتكراري للكتابة الورقية لن يحتم علي تكرار الرحلة إلى معرض الكتاب، فربما أشارك بعملي دون تواجدي هناك، وربما أكرر التجربة بأكملها، ما زالت لم أقرر بشكل كامل، وربما لا أصدق القول بردي على هذا السؤال حاليًا وأنا لا أزال متأثرة بإجهاد الرحلة، لكن تبقى إجابتي محايدة، ربما أكرر التجربة مع بعض التغييرات الخاصة.

ومن جهتها، قالت زينب صلاح محمد: شاركت في المعرض بكتاب "مناجاة عقل"

الكتابة هي المنفذ من خلاله بعبر عما يدور في ذهني وعن كل احساس بداخلي وفى نفس الوقت بتمثل أداة تخفف عني الضغوطات

مررت بعدة خطوات حتى أصل لمعرض الكتاب اول خطوه كانت من خلال "كيان خطوة حلم"

وخلال الثلاث السنوات السابقة كنت منشغله في تطوير ذاتي عن طريق تحويل كتاباتي من العامية للغة العربية بالاضافه لأخذ دورات تدريبية في "القواعد النحوية"

كانت تواجهني العديد من الصعوبات والمخاوف مثل الخوف ان لم تنل الموضوعات المطروحة في الكتاب اعجاب القراء او اتعرض لانتقادات كبيرة وهذا الاحساس جعلني افكر كثيرا في ان اتراجع عن الفكرة

واكبر تحدي واجهته فكرة السفر في حد ذاتها بسبب بعد المسافات

بالاضافه أن الكيان كان يحتاج لعقد اجتماعات وهذه الخطوة كانت صعبة لذلك كنت احاول انهي كل المهام عن طريق الانترنت.

وكان هناك صعوبة اخري مثل الكتابة باللغة العربية استغرقت وقتا حتى اتقنت ذلك

اضافت: اهلي دائما كانوا يدعمونني بكل الطرق، واصدقائي ايضا كانوا يشجعونني، كليهما كان يعبر لي دائما انهم فخورين بكل إنجازاتي وأي شخص داخل المعرض صادف ان يعرف انى من اسوان كان يندهش بسبب بعد المسافة وانى قطعت مسافة طويلة من اجل ان يكون لي حضور في المعرض

حتى في علاقتنا ك كُتاب كان فيه تفاعل كبير بيننا ومشاعر تسودها الفرحة