مع بروز دور النساء ومحاولة تمكينها ومشاركتها في العمل وعلى الرغم من حدوث تطور نسبي في معدلات مشاركتها في عالم العمل وفي الانجازات التي تحققها في مجالات مختلفة ومع ذلك فإن دورها القيادي لازال محدودا مقارنةً بالذكور، كما أن النساء تعاني من العديد من الصعوبات والمعوقات في بيئة العمل والفجوة مازالت قائمة، ابسط مثال عدد النساء مازال محدود في القيادة الجامعية أو تولي منصب عميدة الجامعة، مناصب القضاء وإدارة المدارس التعليمية في مجتمعنا الأسواني حيث يمارس ضد النساء في قطاع التعليم تمييز في نسب تواجدهن في المناصب القيادية بالمجال التعليمي، وينحصر عمل المعلمات الإناث في مراحل التعليم الاعدادي والابتدائي و ما قبل (الحضانة) على وظائف التدريس والأخصائية الاجتماعية وتحديدا في هذه المرحلة المجتمع يرى أن النساء دورها محصور في رعاية الأطفال علي عكس الرجل انه غير ملزم او مكلف بأدوار الرعاية في هذا السن \المرحلة
أما في مرحلة الثانوية بكل تخصصاتها (العام والصناعي والزراعي والتجاري والفندقي) نسبة المعلمات الإناث أقل من المعلمين الذكور، يصلن لنصف عدد المعلمين الذكور، ونسبة تولي النساء منصب الإدارة المدرسية بمحافظة أسوان النساء 35.97% مقابل 64، 3% من الرجال وذلك وفقا لإحصاء هيئات التدريس والعاملين بالمدارس - طبقا للتبعية - مديريات 2023\2022
بالاضافة ان كثيرين يروا أن النساء لا تستطيع التوفيق بين الأعمال المنزلية "الأدوار المجتمعية المفروضة عليهن" وبين الأعمال المكلفة بها في العمل فلذلك يتم تنمطيها وتصنيفها في خانة أنها غير مؤهلة لتولي المناصب
وكثيرا ما يحدث تعنت لقرارات النساء والتحجج بأنها تتخذ قرارات مبنية على عاطفتها وليس عقلانية والتحجج بأن النساء كائن ضعيف لا تستطيع ان تتحمل اعباء المناصب، وهذه الاحكام ليس فقط المعوقات التى تواجهها النساء بل تواجه النساء معوقات كثيرة تكون حائل بينها وبين الترقيات وتولي المناصب القيادية ومن هذه المعوقات:
معوقات مجتمعية
تواجه النساء في العمل العديد من المعوقات المجتمعية التى تقلل من فرص حصولها على الترقيات أو تولي المناصب القيادية مقارنة بالرجال أولها التمييز القائم على النوع حيث يمنح الرجال فرص أكبر للحصول على تدريبات مهنية داخل العمل مما ييسر له الحصول على فرصة الترقي حتى وإن كانت زميلته بنفس المؤهلات والخبرات وذلك بالاضافة ان الفجوة في الأجور بين الجنسين تؤثر بالسلب علي النساء ويقلل من تحفيزها
ثانيا حصر دور النساء في الأدوار الرعاية والعمل بالمنزل كاولوية مفروضة عليهن ثم يأتي بعدها العمل ويترتب حصر الكثير من الهيئات عمل النساء في الأدوار الادارية الثانوية بدلا من المهام الرئيسية العليا على رأس الهرم القيادي.
معوقات داخل بيئة العمل
نقص الدعم اللوجيستي الذي يساعد النساء في تطوير مهاراتهن وقدراتهن داخل بيئة العمل كما أن في كثير من المؤسسات يكون لديها نقص في تمثيل النساء او وضعهن في مناصب غير متاح لها الترقي
في كثير من المؤسسات لا يتم الاعتراف بمجهودات النساء وإنجازاتهن وإسهاماتهن في العمل بالشكل المناسب، مما يقلل من فرصهن في الحصول على الترقيات وتولي المناصب القيادية وخاصةً في الهيئات الإنتاجية كمصانع السكر والغزل والنسيج وغيره فنجد فيهم تفضيل للرجال على النساء بتخصيص بعض الامتيازات للرجال فقط ومنحهم الترقيات رغم تمتع الجنسين بنفس الجدارة والكفاءة بحجة ان الرجال تقوم بأدوار شاقة لا تستطيع النساء القيام بها وقدرة تحمله لحرارة الشمس كما يحدث بمصنع السكر بمركز كوم امبو إحدى الهيئات الإنتاجية التى يقتصر الحصول على الترقيات للرجل فقط دون النساء وتوفير المسكن للرجال فقط ايضا.
علي الرغم ان من حقها الحصول على ذلك وتوفير مسكن قريب لها من المصنع سواء كانت متزوجة أو لا، فكلا الأحوال يجب أن يتم إتاحة مزايا الدعم والمساندة بدون قيد او استثناء لكل العاملين في المؤسسة دون تمييز.
معوقات النفسية
هناك العديد من الامور التى تحدث داخل بيئة العمل و تؤثر نفسيا على النساء مثل النظرة الدونية للنساء وحصر دورها في الأعمال الرعائية ومنعهن من الخروج / السفر للمأموريات في كثير من الأحيان.
تتعرض النساء للتعليق الدائم علي لبسهن وربطه بالدين او التربية او الحكم عليها بناء علي حالتها الاجتماعية سواء متزوجه \ مطلقة \ انسة ف على سبيل المثال المرأه المطلقة تكون عرضة للوصم اكثر ويتم القاء لوم انها لو كانت ذات كفاءه كانت اثبتت ذلك داخل الاسرة، وكثيرا من ما تكون بيئة العمل غير امنة ومن الممكن ان تتعرض للتحرش ولا يوجد آليات للحماية عند تعرضهن لحالات عنف وتحرش داخل بيئة العمل ولا تكفل لها امكانية الوصول للابلاغ واتخاذ اجراءات قانونية تضمن حقوقهن.
قالت هبه ابراهيم: كنت اعمل معلمه "اخصائية اجتماعية " بمدرسة خاصة واصبحت اترقى وظيفيا حتى أصبحت رئيس/ة القسم وكان الترقية القادمة هو تولي منصب وكيل/ة المدرسة وكنت المرأة الوحيدة رئيس/ة قسم وعند اختيار الوكلاء وقع الاختيار علي أحد من زملائي الرجال بحجة أنهم يستطيعوا عقد اجتماعات مساءا او السفر لمأموريات على الرغم انني كنت أحق بهذا المنصب.
وأضافت ميرفت محمد: التمييز بين الجنسين يحدث بأكثر من شكل سواء في الأجور والمعاملة وفي الحصول على الترقيات المناسبة ومن الأساس أرى أن اللوائح داخل المؤسسات العمل تميل بشكل اكبر لدعم الرجال أو جعل الهيمنة في يد الرجال.
يظل تحقيق المساواة بين النساء والرجال في مجال العمل والوصول إلى الوظائف القيادية تحديًا مستمر حيث يواجه النساء العديد من الصعوبات والمعوقات الاجتماعية والنفسية والمعوقات المتعلقة ببيئة العمل ذاتها والتحيزات المجتمعية للذكور، وقلة الدعم والتمكين وصولا الى التمثيل العادل للنساء في المناصب القيادية.
النساء يواجهن تحدى كبير داخل عالم العمل ويطمحن في أن تكون بيئة العمل آمنة وعادلة وتعزز المساواة وتتيح للنساء فرص للتطور في مجالاتهن المهنية دون تحيز للرجال.