احنا هنا

٢٦ يناير ٢٠٢١

حَرَم غير آمن

قامت بكتبتها / فاطمة عدار
هل الحرم الجامعى مكان آمن للنساء؟
الاجابة من المفترض أن تكون " نعم " ، ولكن الحقيقة غير ذلك فبداخل هذا الحرم الجامعى النساء لا تتمتع بحيز يحفظ لهن أمانهن وذلك طبقا للإحصائيات والوقائع المسجلة.
الأسم الذى يطلق على ذلك المكان هو أسم فى غير مسماه حيث يعنى حرم " ما لا يحلّ انتهاكه ، وما يحميه الرَّجل ويدافع عنه" ، فماذا إذا قام هذا الرجل نفسه بانتهاك الأمن بداخله وتخويف من فيه من النساء؟
ويعنى جامعى "منهج في البحث يقتضي الاستقراء والتَّتبُّع واستخدام طرائق المعرفة العلميَّة على وجه الدِّقَّة" ، ماذا اذا تحول الى مكان يتتبع فيه الرجال النساء ويقومون بمضايقتهن؟
مؤخرا بدأ الكثير منا بالاعتراف بوجود التحرش الجنسى ويقومون بتسمية ذلك الفعل بمسماه الحقيقي وهو " تحرش " حيث ان التحرش الجنسي هو " أي صيغة من الكلمات غير مرغوب بها أو الافعال ذات الطابع الجنسى والتى تنتهك جسد ، او خصوصية الفرد ، او مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح ،أو التهديد ، أو عدم الامان ، او الاساءة ، او الانتهاك ، أو انه مجرد جسد"، ولكن يصعب البعض الأعتراف بوجود ذلك النوع من العنف داخل أروقة الجامعات بل ويقومون بإحباط كل المحاولات التى تدعوا الى التحدث في الأمر وإظهارها للعلن.
الجامعات فى واضح الامر هى شكل مصغر للمجال العام ومن المفترض ان تكون بيئة للتعليم واكتساب المهارات الحياتية للتهيئة لمجال عام اكبر ما بعد التخرج ولكن هو أكثر من ذلك بكثير فهو أيضا بيئة مناسبة للمضايقات والانتهاكات والتحرش الجنسي والإيذاء النفسي الذي يقع على النساء داخلها.
التحرش يبدأ منذ دخولهن من أمام بوابة الحرم حيث مقر الأمن الذى يملك كل الحق في النظر وتمعن النظر لتحقق من شخصيتك فى حين انه لا يهتم بتاتا حتى بالنظر إلى بطاقة الشخصية "كارنيه الجامعة " الخاص بزميلك، مرورا بصفى الذكور الجالسين فى منتصف الجامعة والآتيين فقط لتفحص والنظر بجسد كل فتاة تمر امامهم ، وصولنا بالمعيد ،او الدكتور، او الاستاذ داخل المدرج والذى يأخذ سلطات أكبر بكثير من مجرد النظر بتفحص والتى تصل الى القاء النكات او الكلمات التى قد تحمل بداخلها بعض الإيحاءات الجنسية.
وهناك دليل على وجود التحرش الجنسي داخل الجامعات وانتشاره بشكل واسع هو وضع الجامعات عدد من الإجراءات للحد من الأمر حيث فى حال اتهام أحد الطلاب أو الأساتذة بالتحرش أو الاعتداء الجنسي، وأول الإجراءات المتخذة هي الوقف عن العمل بالنسبة للأساتذة والمحاضرات بالنسبة للطلاب.
يتم تطبيق أحكام المادة 126 من قانون تنظيم الجامعات والتي تشمل تأديب الطلاب وتوقيع عقوبات تصل إلى الفصل النهائي من الجامعة وعدم قبوله في أي جامعة أخرى داخل مصر.
وفي بعض الأحيان يمكن أن تحال الواقعة للنيابة العامة، وينص القانون على أن «كل فعل يزري لشرف عضو هيئة التدريس أو من شأنه أن يمس نزاهته أو فيه مخالفة لنص المادة (103) يكون جزاؤه العزل، ولا يجوز في جميع الأحوال عزل عضو هيئة التدريس إلا بحكم من مجلس التأديب، وفقًا لقانون تنظيم الجامعات».
وحدات مناهضة التحرش
تهتم العديد من الجامعات المصرية بإنشاء وحدات لمناهضة التحرش والعنف ضد الطالبات، ودورها حماية حقوق الطالبات ومعاقبة المتحرش، ويسير عملها على النحو التالي.
يواجه الطالب المتهم بالتحرش تحقيقا أمام محاميتين مدربتين، وبتم توجيه أسئلة معينة تكشف مدى صدقه أو كذبه.
أما بالنسبة للأساتذة فيتم التحقيق معهم من قبل أستاذ في كلية الحقوق، ويسهل إثبات التهمة إذا كان التحرش إلكترونيا عن طريق السوشيال ميديا أو تطبيقات الهاتف المحمول، أما التحرش الجسدي أو اللفظي العادي، وبلا شهود؛ فتصعب معه إدانة المتهم.
بعد إثبات التهمة يتم تحويل المدان إلى لجنة تأديب تراجع ما انتهت إليه لجنة التحقيق، وتصدر حكما من الأحكام السابق ذكرها.
كما تلتزم الوحدة في الجامعات بدور توعوي يتمثل في تنظيم الندوات والدورات التدريبية للطلاب وأفراد الأمن على التعامل مع مواقف التحرش، بما يضمن حماية المعتدى عليه
وبالفعل تم إنشاء عدد 14 وحدة لمناهضة العنف ضد المرأة بالجامعات فى كل من جامعة القاهرة ، وعين شمس والإسكندرية والفيوم والمنيا وأسيوط وبنى سويف وأكاديمية الفنون والمنصورة والوادى الجديد وقناه السويس وكفر الشيخ وأسوان .
ولكن الأسئلة متعددة.....
هل جميع الوحدات مفعله وتقوم بدورها؟
هل يعلم طالبات وطلاب تلك الجامعات بوجود مثل هذه الوحدات بالجامعة؟
هل يعلمون بالآليات تقديم الشكاوى بتلك الوحدات؟
وهناك العديد والعديد من الاسئلة ، ولكن يظل أهمها متى سيحق لنا نحن النساء ان ننال البيئة الآمنه للنجاح و تحقيق الذات؟

مقالات اخري

article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
الأم العاملة في مصر… بين حماية القانون وواقع التمييز
تعاني العديد من الأمهات من تمييز غير عادل في سوق العمل، حيث يُمنعن من التوظيف أو يُقيد حضورهن المهني بسبب مسؤولياتهن الأسرية. يُبرر ذلك عادةً بعدم قدرتهن على التوفيق بين العمل والدور المتوقع والمفروض عليهن كأمهات، مما يدفع بعض أصحاب الأعمال، خاصة في القطاع الخاص، إلى تجنب توظيفهن. ففي العديد من الحالات، يُستبعدن من فرص […]
قرائة المزيد
article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
الإقصاء المقنّع: حين يتحول الجمال إلى شرط وظيفي
في كل خطوة تخطوها النساء نحو تحقيق ذاتها المهنية، تقف أمامهن عوائق كثيرة، بعضها يظهر للعيان، والآخر خفي. لكن من بين أكثر هذه العوائق صمتًا ، يأتي التمييز القائم على المظهر، ذلك الحكم غير المعلن الذي يُمارس على النساء في أماكن العمل، كأن وجوههن وسيلة لقياس قدراتهن، لا خبراتهن أو إنجازاتهن. في العديد من الوظائف، […]
قرائة المزيد