في أجواء الحرب، عادة ما تظهر العديد من الأسئلة، ليست فقط الأسئلة المتعلقة بحرب بعينها، مثل الحرب القائمة الآن في السودان، أو تلك الحروب التي عايشناها على مدار العقدين الماضيين في منطقتنا العربية، بل عن طبيعة الحرب نفسها لم تحدث أصلا؟ ولم يصعب على البشر أن يعيشوا في سلام؟ وهل هناك ما يمكن أن يفسر كل هذا العنف والمعاناة الغير مبررة؟
فمنذ اندلاع الحرب حتى نزوح النساء لدولة أكثر أمانا وهي تعاني مرتين مرة من ويلات الحب ومره من المخاطر التي تحاوطها لكونها انثى.
ففي حرب السودان الحالية وفي ظل هذه الاشتباكات المسلحة واجهت النساء العديد من المشاكل مثل الاغتصاب والابتزاز وغيرها الكثير من المشاكل والتي تعد في نظر القانون جريمة يعاقب عليها.
الاعتداءات الجنسية
تعد مشكلة الاعتداءات الجنسية على النساء وقت الحروب من أكثر المشاكل انتشارا أوقات الحرب، والتي تسبب ضررا كبيرا للنساء، لأن من خلالها تتعرض النساء لأضرار جسدية ونفسية، ولأنها تخترق المساحة الآمنة لهن، وتمس شرفهن مما يجعلهن غير راضيين عن أنفسهن وقد ويفكرون في التخلص من أرواحهن
حتى المجتمع بدل من أن يعالج المشكلة ويعاقب فاعلها أصبح يوصم النساء بهذه الجريمة التي لا دخل لهن فيها.
التهديد والترويع
تتعرض النساء السودانيات إلى التهديد والتخويف إذا لم يفعلن ما يطلب منهم خوفا من أن يتم الإبلاغ عنهن وترحيلهن إلى بلدهن أو عدم تقديم المساعدات والمعونات لهن.
السرقة
تتعرض النساء السودانيات إلى السرقة بسبب عدم الاستقرار الذي يواجهونه بسبب الحرب، مما يؤدي إلى فقدان ما يمتلكن يجعلهن غير قادرات على العيش، ويواجهن أعباء كثيرة مثل الفقر فيجعلهن غير قادرات على العيش بأبسط ما يمكن.
عدم توافر الفوط الصحية
بسبب الحرب وأجواء الصراعات التي يعيشون فيها النساء السودانيات، فإنهن يفتقرن لأبسط حقوقهن في الحياة وهي عدم تواجد الفوط الصحية، هناك من يقول الفوط الصحية من الرفاهية، ولكنها أساسية لفطرة خلقها الله فيهن ومن ثم عدم تواجد هذه الفوط يعد أزمة لدى النساء ويؤثر سلبا على صحتهن الجسدية فيلجأن مثلا لبدائل غير صحية مثل الجرائد والأقمشة.
الاستغلال
تتعرض النساء السودانيات في وقت الحرب إلى كل أنواع الاستغلال، بسبب عدم وجود الأمان والاستقرار، فيتم استغلالهن كمصدر للمعلومات وأيضا كوسيلة للضغط على الأهالي للخضوع
وغير ذلك الكثير من المشكلات ولم ينته تأثير هذه المشكلات علي هذا الحد بل يتبعه آثارا نفسية كثيرة مثل التعب الجسدي والإرهاق النفسي للنساء السودانيات، لأنهن يشعرن وكأنهن مجرد سلعة يتم التصرف فيها كما يشاء، فيدخلن في حالة اكتئاب وغير قادرات على مواجهة المجتمع.
و تظل النساء السودانيات في مأزق حتى بعد نزوحهن إلى مصر فمنهم من يستغلهن لتوفير ما يريدونه من أبسط حقوقهن، وكما يتعرضن للسرقة نظرًا لتغيب الأمان والحماية لديهن كما يتعرضن إلى التمنر بسبب فرق اللون وفرق الثقافات، مما تؤثر هذه المشاكل على حالتهن الجسدية والنفسية وكما سنسرد لكم/ن بعض الشهادات التي تؤكد وتظهر بعض المشاكل التي يتعرض لها النساء السودانيات خلال فترة نزوحهن في أسوان.
وبعد التحدث مع بعض النساء السودانيات التي يعيشن في مصر هناك بعض الشهادات -الأسماء مجهلة لسلامة النساء- التي تؤكد على مدى الضرر وصعوبة العيش سواء في السودان أو في مصر بسبب الحرب:
قالت إحدى النساء السودانيات (شهادة ١):
-المنطقة التي نعيش فيها كانت من مناطق الشدة وكان الضرب فيها كتير شديد وبيتنا شبهه اتهد، فكان لازم نخرج ونترك بيتنا وبلدنا.
وحتى بعد المجيء إلى مصر ظهرت صعوبات أخرى مثل عدم وجود فرص عمل مناسبة وجيدة وصعوبة في التعايش والتأقلم مع المجتمع.
وأضافت الشهادة ٢: الصعوبات في السودان أثناء الحرب كانت تتمثل في صعوبة التنقل وعدم القدرة على توفير الطعام والمواد التموينية وزيادة التكلفة المعيشية 10 أضعاف.
أما بالنسبة الصعوبات التي واجهناها في مصر عدم توفر وظائف بأجر مجزي.
غلاء الأسعار، الصعوبة في وجود سكن واستغلال حاجتنا للسكن ورفع الإيجارات بشكل مبالغ.
هل بأيدينا تغيير بعض هذه الأوضاع؟
نعم، مجرد سماع أصوات النساء وتعبيرهن عن ازمتهن وما تعرضن له لكونهن نساء وترك مساحة حرة لهن هو بداية لأحداث تغيير، نحن النساء للنساء مهما اختلفت الأشكال والأجناس ولكن بأيدينا تغيير بعض هذه الأوضاع بدعمنا لبعضنا البعض من خلال فتح الباب للتحدث عن ما يواجهه أخواتنا السودانيات وحتى وإن لم نستفيض في حديثنا ولكن الأهم أننا هنا بجانب بعضنا البعض وتساند أنفسنا بأنفسنا ومازلت أؤمن وأقول "أن المرأة للمرأة" وأننا عندما يكون لنا غاية لفعل شيء فأننا نفعله دون انتظار شفقة أو نظرة ضعف من أحد، فنحن هنا لنساند بعضنا البعض.
وتوصيل اصواتهن ونقل واقعهن وما يحدث لهن للجهات المسؤولة وصانعي القرار لتفعيل قوانين واجراءات لحمايتهن حتى يكون عبورهن آمن.