التحرش هو قضية اجتماعية وجريمة مؤلمة في حق النساء وتواجهها في مجتمعنا الأسوانى وما زالت في تزايد كما أنها تترك آثار سلبية على النساء والمجتمعات بأسرها وتزيد من إحساسهن بالذعر والخوف والقلق ولا يوجد مبرر لهذه الجريمة، يطلق البعض على هذه الجريمة مصطلح المعاكسة ولكن هي أكبر من هذا المصطلح الذي يحمل في طياته تهاونا بفعل التحرش ويشمل التحرش تصرفات غير مرغوب فيها تتضمن اللمس غير المرغوب فيه، الكلام الجنسي، التعبيرات اللفظية المسيئة، وغيرها من أشكال الاعتداءات التي تتعرض لها النساء يوميا بمحافظة أسوان، فهي جريمة تحدث في أي مكان بما في ذلك الأماكن العامة، في أماكن العمل، في المؤسسات التعليمية.
قالت م. أ: أنا أعمل بائعة في أحد المحالّ التجارية في السوق وأعاني من مشكلة تعرضي للتحرش اللفظي أحيانا من زبائن شباب في محل الذي أعمل فيه وذلك كان يجعلني خائفة ومتوترة و "أخاف من أن أرد وأسبب أي شرشرة " ولكن اكتشفت أن الصمت يولد التمادي والمزايدة في الفعل وإن الخوف من كلام الناس لم ينجِ أي فتاة من التحرش.
أضافت م. ع: كنت في سوق مع والدتي وبدأت ألاحظ تتبع شاب لطريقنا واستمر تتبعه لنا لوقت طويل ثم بدر منه سلوك/ إيحاء جنسي وكنت خائفة ولم أخبر أمي أو أي أحد من المارة ونظر إلى وابتسم بسخرية وذهبت إلى المنزل وأنا نفسيتي مدمرة ودخلت في حالة ذعر استمرت لمدة أسابيع وحتى الآن الموقف عالق في ذاكرتي ولن أستطيع نسيانه.
وعلقت ر. ح م: دائما ما نتعرض أنا أو إحدى صديقاتي للتحرش سواء بفعل أو إيحاء أو نظرة أو حتى لفظي كنت أخاف في بداية الأمر ولكن الصمت مهلك، فبدأت بأخذ ردة فعل عدائية سواء بضربه أو فضح المتحرش أمام الناس والمارة دون تردد أو خوف على رغم من أن بعض الناس تكون منصفة لي ولكن يوجد من ينصف المتحرش، المهم أن أكون أقوى لأنني صاحبة الحق وفي إحدى المرات طلبت لأحد المتحرشين الشرطة ليكون عبرة.
يمثل التحرش تهديداً خطيراً لكرامة وسلامة النساء، إن التحرش ليس مجرد انتهاك للحقوق الشخصية، بل هو تجاوز على الكرامة الإنسانية وحريات النساء في التمتع بحياة آمنة
من الضروري أن نتخذ إجراءات فعالة لمكافحة التحرش، وذلك عبر التوعية المجتمعية وتغليظ القوانين وتطبيقها بحزم دون تهاون كما ينبغي تعزيز الوعي حول مفهوم التحرش وعواقبه، بدءاً من التربية في المدارس وصولاً إلى الحملات الإعلامية والتثقيفية في وسائل الإعلام والمجتمع فمكافحة جريمة التحرش ليست مسؤولية فردية، بل هي مسؤولية جماعية
وعند تعرضك للتحرش عليك الإسراع بالإبلاغ عن الحادثة للسلطات المختصة، سواء كانت الشرطة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وكذلك يجب توفير الدعم النفسي والعاطفي من الأهل أو الأصدقاء أو الخدمات الاستشارية المتخصصة والحفاظ على الأدلة المتاحة مثل الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني أو الشهود إذا كان ممكنا والابتعاد عن الأماكن التي قد تتكرر فيها الحوادث المشابهة.
وأيضا توفير الدعم القانوني للحصول على المساعدة في القضية وتحقيق العدالة للناجية لأخذ حقها.