احنا هنا

٢٦ يناير ٢٠٢١

أطولكن يداً

قامت بكتبتها / أشرقت خالد
المرأة نصف المجتمع فكيف بنصف المجتمع أن يعطل عن ركب العمل النافع للفرد وللجماعة. نرى اليوم تطور مكانة المرأة في المجتمعات المختلفة وتطورها في شتى المجالات والمناصب، وإذا قمنا بعمل بحث لحصر عدد المكافحات والعاملات سوف نجد العديد والعديد سواء في المجالات المعروفة مجتمعياً أو الحرف. ونسب حضور النسوة في تزايد سواء في التعليم أو تلاقي التدريبات اللازمة للالتحاق بالوظائف. فكما تعمل المرأة كطبيبة ووزيرة تعمل في تحضير الطعام أو بعمل حرفة تتميز بها وتبيع ما تقوم بصناعته من منتجات، سواء نساء عاملات لهن واجبات وحقوق من الدولة والمجتمع.
كما يعمل الرجل طبيب فهناك امرأة طبيبة درست مثلها مثله ولها حق أن تكرم تعبها ونجاحها في الدراسة بالعمل. من دوافع عمل المرأة أنهن يردن الاستقلال الاقتصادي بعيد عن تبعية الرجل للوصول إلى مكانه مجتمعية وذاتية.
ـ نظرة المجتمع للمرأة العاملة: بعض المجتمعات تتقبل عمل المرأة والبعض الآخر لا يتقبل أبداً حتى أن تكمل التعليم والالتحاق بالكليات فهذا مرفوض، أو أن تعمل إلى أن تتزوج فإذا تزوجت يرون أن زوجها كفيل بها وبمصروفاتها ولا يرون الجانب الذاتي والكياني للمرأة حتى وإن كانت ذات شهادات عالية. ومثل ما يوجد إيجابيات في حياة المرأة العاملة هناك سلبيات وضغوطات على النساء العاملات فمنهن من تكون ذات أطفال ولا يوجد مساعدة من الطرف الآخر في التربية، ومنهن تكون ذات ظروف صحية لا تساعدها على العمل لعدد ساعات كبيرة أو العمل في الأعمال الشاقة ولكن تعمل تحت ضغوطات من زوجها أو أهلها لتوفير الرزق لها ولهم. أو تكون صغيرة السن ويكون تعليمها مقابل أن تخرج للعمل في أعمال غير لائقة لسنها وحرمانها من طفولتها، مما قد يؤدى إلى تكوين جيل من النساء غير سويات أو بالعكس نساء مكافحات تشجع غيرهن على اتخاذ مسار الحياة الناجحة الكريمة. منهن أيضاً من تعمل وتخضع إلى ضغوطات العمل والمشاق ولكن لا تحصل على حصاد تعبها وشقائها شيء إما أن يحصل عليها أهلها أو زوجها الذى ليس له دور في تدبير المعيشة معها سواء في سوق العمل أو في البيت، أو أنها إذا خرجت للعمل لا تستحق نفقة زوجها وهذا مفهوم خطأ يرتكبه بعض الأزواج. وهناك بعض النساء اللاتي وجدن وظيفة أحلامهن ولكن تتحول إلى كابوس ببسبب ما تعرضن له من تحرش ومضايقات من رب العمل أو من غيره ممن حولها في هذه الوظيفة حتى وإن كانت في المجالات الخاصة أو العامة وتلجأ المرأة إلى الاستمرار لكي لا تخسر فرصتها الوحيدة لتحيق حلمها في هذه الوظيفة.
في جوانب أخري تقوم بعض المجتمعات بتفضيل الرجل على المرأة في المعاملات المهنية واتهام النساء بضعف الخبرات ولو نظرنا إلى واضع تلك الخرافة سنجد أغلبها نساء، إما لتعرضهن لقسوة الحياة وكونهن لم يحصلن على فرصتهن مثلهن مثل غيرهن من النساء وإما لجهلهن وجهل البيئة التى حولهن. ـ تعمل بعض المبادرات والمنظمات على عمل كيان يضم حقوق المرأة بشكل عام وحقوق المرأة العاملة بشكل خاص. حيث تعمل على مواجهة التيارات الرجعية التي ترفض عمل المرأة بحملات وعي، والعمل على تمكين النساء لاستطاعتهن تحقيق المساواة فيما يخص حقوق العمل خاصة الأجر والحق في العمل اللائق، دعم وتمكين المرأة في كافة القطاعات وتفعيل ما هو قائم من قوانين لا تطبق في أرض الواقع. ومن قبل ذلك كله حث الإسلام وجميع الأديان على عمل المرأة، وقد ورد في الإسلام أدلة كثيرة في القرآن تبين حق المرأة والرجل على المساواة في الاكتساب. وعرف أن تساهم المرأة في نفقات أسرتها فهو صدقة وتكرم منها بذلك لا واجب ضروري عليها. وعمل المرأة ليس موقفاً إلا بشروط أن يكون لائقا لكرامتها وحقوقها كفرد من أفراد المجتمع.

مقالات اخري

article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
الأم العاملة في مصر… بين حماية القانون وواقع التمييز
تعاني العديد من الأمهات من تمييز غير عادل في سوق العمل، حيث يُمنعن من التوظيف أو يُقيد حضورهن المهني بسبب مسؤولياتهن الأسرية. يُبرر ذلك عادةً بعدم قدرتهن على التوفيق بين العمل والدور المتوقع والمفروض عليهن كأمهات، مما يدفع بعض أصحاب الأعمال، خاصة في القطاع الخاص، إلى تجنب توظيفهن. ففي العديد من الحالات، يُستبعدن من فرص […]
قرائة المزيد
article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
الإقصاء المقنّع: حين يتحول الجمال إلى شرط وظيفي
في كل خطوة تخطوها النساء نحو تحقيق ذاتها المهنية، تقف أمامهن عوائق كثيرة، بعضها يظهر للعيان، والآخر خفي. لكن من بين أكثر هذه العوائق صمتًا ، يأتي التمييز القائم على المظهر، ذلك الحكم غير المعلن الذي يُمارس على النساء في أماكن العمل، كأن وجوههن وسيلة لقياس قدراتهن، لا خبراتهن أو إنجازاتهن. في العديد من الوظائف، […]
قرائة المزيد