احنا هنا

٢٦ يناير ٢٠٢١

حصل، بس حصل خير

قامت بكتبتها / دينا عصمت
"تم التنازل عن المحضر من قبل المجني عليها واغلق المحضر في ساعته وتاريخه"
زادت رغبتي في البحث عن هذا الموضوع بعد ما رأيته في تكرار يومي، كذلك رد فعل الفتيات اللاتي يتعرضن له، كان غالبا الصمت. وهذا بسبب غوائل الموضوع وترهات يسمعونها من أناس لا يفقهون شيء سوى تعليقاتهم المفعمة بالاتهامات السخيفة وإلقاء العبء على الفتاة وحدها.
"العنف الجنسي" داخل الجامعات عبارة عن سيناريو متقن لا صلة له بالواقع، قائم على متن الناجيات ، يتداول الناس هذا السيناريو على أنه حقيقة لا ريب فيها.
وهنا سأقوم بسرد بعض شهادات ضحايا هذا العنف والتي تمت في إطار هذا السيناريو البغيض وتم إخراجها وفقا بما يناسب متطلبات مسؤولي الجامعة واخفاء ماقد يسبب لهم ضرر، وهذا كله علي حساب الفتيات الجامعيات "الناجيات من العنف" وهذه هي الحالات الأكثر شيوعا، ولكن مع اختلاف وسائل التخويف للسكوت .
تخبرنا الناجية (أ.ف) "انا بدرس في كلية حقوق وانا في سنه رابعة حاليا ،الموقف ده حصل وانا في سنه تانية كان في دكتور بيدينا 3مواد كان بياخد كذا يوم في الاسبوع معانا بسبب أن مواده كتيرة، كنت بشيل هم اليوم اللي بيجي فيه، لأنه كان بيعاملني معامله خاصة دونا عن باقي الدفعة، مكنتش حاطه الموضوع في دماغي في الاول واللي لفت نظري صحابي والدفعة اما كانو بيحفلو عليا من باب الهزار يعني، وفعلا شغل الموضوع حيز كبير من تفكيري وبقيت اخد بالي من كل رد ارده عليه أو تصرف ما قدامه، هو كان يكلفني بكل حاجه، فلوس، كتب، أو أجمع الشيت من الدفعة، وهكذا، أي حاجه تفتح مجال للكلام والمساحات مابينا، في يوم رنلي وقالي تعالي مكتبي خدي المذكرة دي وخلي زمايلك يصوروها ،قولتله يادكتور مفيش محاضرات النهارده وانا مجتش الجامعة قالي اتصرفي لازم تيجي وإلا انتي اللي هتتعاقبي، فعلا لبست ونزلت ورحت المكتب لقيت ورقة ملهاش لازمه بيقولي خدي دي مهمه، صوريها، وقتها حسيت إنه قاصد يجيبني، بس متصورتش أبدا إن تصل به الوقاحة إنه يتهجم عليا وكمان داخل حرم جامعي والمفروض انه قد بابا، وقتها بعدته عني وقلت له هصوت، قالي إنتي اللي هتتفضحي، وخوفني وسكت، وسابني أخرج لما لقي مقاومة مني، بعد اليوم ده قعدت أسبوع مخرجتش من البيت ولا نزلت الجامعة لغاية ما رنت عليا صاحبتي وقالتلي إنه في كلام وحش جدا عليا في الكلية، وإن الدكتور ده يطالب بفصلي لسوء أخلاقي، ومعرفش حول الدفعة إزاي وخلاها كلها ضدي ،متكلمتش ومدافعتش عن نفسي لأن محدش هيجي معايا ضد دكتور وحتي لو حصل أيه اللي يثبت ووقتها فعلا ملقتش حل غير إني أنقل نفسي لجامعة ثانية
بعد تفاصيل كتيرة".
أما الناجية الثانية (د.م) "كنت في سنة أولي لسه بقا جديدة ونقية وكأن الناس كلها ملايكة، اتعرفت علي شخص كان طالب في سنه رابعة وكان دايما يحسسني أن هو منطقة الأمان بتاعتي في الجامعة والمحافظة كلها لإني كنت مغتربة وفعلا اديته الأمان وفي يوم جالي عند المدرج نادى عليا وقالى أيه رأيك نتبادل التليفونات بتاعتنا واقنعني إنه عادي يعني كل واحد يتفرج علي اللي في فون التاني، ونفتح الباسورد وفعلا حصل كده، تبادلنا، وفتحت له الفون بتاعي واخدت الفون بتاعه وبعد مامشي لقيت فونه عليه باسورد وعدي اليوم وقالي كنت بهزر معاكي ومقلب وكده، وفي يوم لقيته بيقول يا تيجي عندي الشقة يا هتلاقي صورك في كل حته انا معرفتش اعمل أيه، مستوعبتش الموقف وقذارته وفضلت اترجى فيه أنه يمسح الصور الي اخذها من فوني دي، وفكرت إني أتهمه بإنه سرق الكارت بتاعي وإنه يتعاقب بس خوفت برضوا ،حكيت لصحبتي وقالتلي مستحيل هتاخدي حق من الجامعة دي، قولتلها لأ، انا هعمل كده، فعلا روحت وعملت كده
وحكيت لرعاية شباب الكلية وهم حولوا الموضوع لدكتور، فالدكتور قالي انتي اصلا مش محترمه نفسك، وأيه اللي ممشيكي مع ولاد انا معرفش بنات ايه دي، وجاب الولد وطلع يعرفه وفضل يدافع عنه انه قد ايه محترم والولد عاش الدور ومكنش في أي رد فعل مني، واتقفل الموضوع ولا كأني قلت حاجه وفضل موترني السنه كلها لغاية ماتخرج".
بينما تقول (د.ع) "في سنة تالتة كنا نازلين أنا وصحبتي علي السلم وفي ولاد كانو نازلين جنبنا وواحد فيهم راح لامس جسم صاحبتي بطريقة وحشة جدا فضلنا نزعق وأنكروا، روحنا عملنا فيهم مذكرة والدكاترة فضلو يقنعونا إننا نتنازل وإنه هيتكتب أنه تحرش وسمعتنا واحنا كبنات مينفعش ومش عايزين يكملوا الإجراءات، فاحنا كلمنا دكتور قريبنا في الجامعة وجه واتدخل في الموضوع والولد اللي عمل كده وصاحبه اخدوا حرمان ترم كامل وراحو مجلس تأديب
واتبهدلو واعتذروا، بس ارجع واقول ان مستحيل كنا هناخد حقنا لولا إن لينا ضهر في الجامعة" .
هؤلاء الفتيات هن جزء صغير جدا من هوائل تحدث في هذا الإطار داخل الحرم الجامعي حيث يوجد آلاف الفتيات يعانون من العنف الجنسي لا يتحدثن عن معانتهن لأنهن على يقين أن ليس هناك جدوى من هذا الحكي وانهن دائما الملومات على الفعل وليس الجاني .
اريد ان اختم بواقعة قد حدثت منذ فترة ليست ببعيدة وهي لإحدى زميلاتي السابقات، فهذه الفتاة تم تعنيفها من قبل زميل لها في الجامعة ،حيث أنه قام بسب الفتاة ومحاولة خلع حذاءه الخاص لضربها وتم إخماد الواقعة من قبل اتحاد الجامعة الذي هو من المفترض أن يكون يد العون للطلاب، وضاع حقها.. و"حصل خير

مقالات اخري

article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
أدوار النساء في بناء المجتمع ومواجهة الاستعمار: من النضال التاريخي إلى الواقع الحالي
من خلال قراءتي لكتاب “بناء ونضال”من تأليف هدى الصدة وميسان حسن صدرعن مؤسسة المرأة والذاكرة في عام 2018، نجد أن النساء لعبن دورًا هامًا في النهوض بالمجتمع والتصدي لآثار الاستعمار منذ القرن التاسع عشر. فقد أسست العديد من النساء مؤسسات وجمعيات خيرية وشاركن في الأنشطة الاجتماعية والتعليمية والثقافية والصحية. على سبيل المثال، أسست زينب أنيس […]
قرائة المزيد
article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
الصحافة النسوية: أداة للتغيير الاجتماعي وتعزيز حقوق النساء.
النسوية والوعي مرتبطا معا على نحو ملحوظ لفهم قضايا النساء ومساندتها في المجتمع ثم إنَّهما يعدان أدوات مهمة للتغيير في المجتمع، ويرجع ذلك لأسباب عدة تقوم بها النسوية من أبرزها تعزيز العدالة والمساواة، إعطاء صوت للنساء وتسليط الضوء على حقوقهن، والبعد عن الصور النمطية التي وضعها المجتمع، ومن وهذه الصورة تتجسد في أن مسؤولية النساء […]
قرائة المزيد