النسوية والوعي مرتبطا معا على نحو ملحوظ لفهم قضايا النساء ومساندتها في المجتمع ثم إنَّهما يعدان أدوات مهمة للتغيير في المجتمع، ويرجع ذلك لأسباب عدة تقوم بها النسوية من أبرزها تعزيز العدالة والمساواة، إعطاء صوت للنساء وتسليط الضوء على حقوقهن، والبعد عن الصور النمطية التي وضعها المجتمع، ومن وهذه الصورة تتجسد في أن مسؤولية النساء في الحياة هي تربية الأطفال والقيام بالأعمال المنزلية فقط.
حتى وان خرجت للعمل فيتم التقليل من شأن النساء التي تعمل خارج المنزل، وتسعى لتحقيق طموحات مهنية بالإضافة إلى وضع معايير غير مهنية وتمييزية ضد النساء، مثلا في تعيين الوظائف نجد إعلانات ومواصفات تتطلب أن تكون حسنة المظهر، حيث أصبح المظهر الخارجي للنساء هو من يحدد قيمتها وتسليع أجسادهن في خانة الجمال والرشاقة وصورة ذو معايير مجتمعية يجب ألا تحيد عنها، مع أنَّ قيمة الجمال هي شئ نسبي، وليس لها معايير وأسس وما هي إلا مجرد قوالب نمطية شكلها المجتمع، ورسخها على أنها تلك هي الصورة الأنثوية ومن تخالفها أو لا تكون وفقا لتلك المعايير يتم وصمها وتوجيه عبارات وسلوكيات محملة بالعنف والكراهية تجاهها، ولذلك بسبب تلك الصورة يقعن النساء في دائرة من العبء والضغط وسلسلة من العنف، مما يؤثر في صحتهن الجسدية النفسية بشكل سلبي.
وبناء على ذلك فتكون للنسوية دوراً مهم في المجتمع منه، من ناحية رفع الوعي بقضايا النساء في المجتمع؛حيث يساعد ذلك في تحقيق المساواة بين الجنسين، وأن ينالوا حقوقهن وفرصهن وأيضا تساعد في فهم قضايا النساء لمكافحة التمييز والعنف ضد المرأة سواء كان عنفا جسديا، نفسيا أو اقتصاديا فإن التوعية بشأن هذا الأمر يساهم في وضع قانون لحماية النساء والخروج بآليات لمنع العنف القائم ضدهن.
إحدى أدوات تغيير الصورة النمطية عن النساء، هي دور الصحافة النسوية التي تسلط الضوء على قضايا النساء والتمييز بين الجنسين وعدم المساواة بينهم سواء كان اقتصاديا أو تمييز قانوني والدور في كسر وتغيير الصور النمطية عن المرأة في الإعلام والصحافة بدءا من عناوين الأخبار والمحتوى الصحفي والإعلامي وما يحدث المجتمع والتي تتمثل في أن النساء غير قادرات على القيادة واتخاذ قرارات مهمة أو قيادة فريق عمل ناجح مما يظهر أن النساء أقل كفاءة في أدوار القيادة بالنسبة للرجل، بالإضافة إلى ذلك وصمهن وإلصاق شعارات واهية وخطابها ذو تقليل وإهانة مثل مصطلح النكد، وأنها دائمة الإزعاج والشكوى مما يرسخ في تكرارها فكرة سلبية في العلاقات الأسرية أو المجتمعية وغيرها كثير، وحتى قضاياهن التي يتعرضن فيها للعنف يتم وصمهن وإلقاء اللوم عليهن، وأنهن السبب في ارتكاب الفعل، عليَّ سبيل المثال في جرائم التحرش الجنسي نجد عناوين الأخبار عليَّ شاكلة "المحامي المتهم بالتحرش بفتاة في الأتوبيس : ملابسها والبرفان أغروني"
لذا فأن الصحافة النسوية تتيح مساحرة حرة و صوتاً للنساء للتعبير عن حقوقهن ومطالبهن ورصد لما يتعرضن له من عنف وانعكاساً لواقعهن، كما تساعد في فهم وتعمق القضايا التي تمس النساء خاصة في مجتمعنا المحلي الجنوبي القبلي فالحديث عن العنف وقضايا النساء أحد التابوهات، فكسر ذلك التابوه وتسليط الضوء عليها وما تعانيه النساء الجنوبيات هو الهدف والرسالة التي تسعى لها الصحافة النسوية ومحاولتها للتغيير المجتمعي الإيجابي بخصوص قضايا النساء وحقوقهن في المجتمع.