ما زالت قضية تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث) تثير جدلا واسعا ما بين الثقافات الخاطئة المؤيدة لها وما بين تجريم القانون لهذا الفعل
فممارسة الختان للفتيات خاصة في سن الطفولة والمراهقة- أمرا سائدا على نحو مقلق بجانب أنها تسبب لهن ألما شديدا، فأنه يسبب العديد من الصدمات نفسية كبيرة، وأضراراً صحية جسيمة.
وهذا الفعل متأصل بشدة للأسف في مجتمعنا، فالجذور التي تمتد لها مرتبطة بشكل وثيق بالعادات والموروثات الخاطئة التي يتم تبريرها في كثير من الأحيان من خلال مجادلات صحية ودينية فإنه يعد متطلبا دينيا على رغم من عدم وجود نص ديني ينص على ذلك
ويشير مصطلح تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث) إلى جميع الإجراءات التي تنطوي على الإزالة الجزئية أو الكلية للأعضاء التناسلية للإناث الخارجية أو إصابة أخرى للأعضاء التناسلية للإناث لأسباب ثقافية أو أسباب غير طبية أخرى مثل قطع البظر إزالة البظر جزئيا أو كليا
الاستئصال، الختان التخييطي، جميع الممارسات الأخرى: جميع الإجراءات الضارة الأخرى التي تجرى على الأعضاء التناسلية الأنثوية بدواع غير طبية
قديما كانت تجري هذه العملية في أماكن غير معقمة على يد امرأة من القرية أو مكان المحيط أو على يد ما تعرف باسم (الداهي) أو ممرضة دون تخدير أو مسكنات أو مضادات حيوية ودون حتى تعقيم للأدوات
ولكن الآن يجريها إخصائيون طبيون محليون، ما يجعلها أقل إيلاما في نظر الآباء والأمهات.
ويمثل ختان الإناث بأشكاله المتعددة تهديداً خطيراً على صحة الفتيات والنساء، إذ يتسبب لهن على المدى القصير بآلام شديدة، فضلا عن الصدمة والعدوى والنزيف، وقد يؤدي إلى الإعاقة ومشاكل التبول والعقم وارتفاع خطر وفاة الأطفال حديثي الولادة أو وفاة الضحية نفسها
وعلي المدى الطويل، تصاب الفتيات والنساء بألم مزمن وعدوى وعدة مشاكل نفسية، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة.
ويرجع إجراء هذه الجريمة للعديد من المعتقدات الثقافية الخاطئة التي تعتبره أمرا ضروريا للحفاظ على أنوثة الفتاة وربطها بشرف العائلة، وكذلك إضفاء جانب طبي لتبريرها، وذلك لضمان أهلية المرأة للزواج، و اعتبارها قبولا اجتماعيا تجبر الفتيات علي الخضوع له وهي مسلوب الإرادة وفي سن صغير.
هناك أيضا أسباب غير متعلقة بالثقافة لختان الإناث وهي تعزيز فحولة الذكور وفرض هيمنته الذكورية على المرأة وخفض الرغبة الجنسية لدى المرأة، ما يجعلها أكثر جاذبية لزوجها المستقبلي.
لكن في الواقع الختان يؤثر على المرأة تأثيرات عديدة سلبية وآثارا على صحة النفسية والجسدية, من بين هذه الآثار آلام ومضاعفات خلال إجراء العملية حيث إن الختان يسبب آلاما حادة ومضاعفات صحية خطيرة أثناء العملية نفسها ومشاكل صحية مستقبلية مثل التورم، الالتهابات، والأوجاع المزمنة بالإضافة إلى آثار نفسية سلبية على المرأة مثل اضطرابات في التوازن العقلي والعاطفي وتأثير على الحياة الجنسية وقد يؤثر سلبا على قدرتها على التمتع بالجنس واضطرابات في التكاثر لدى المرأة، بما في ذلك صعوبة في الولادة وزيادة فرص حدوث مضاعفات أثناء الولادة.
وغير ذلك الكثير من الاضطرابات والتأثيرات السلبية التي سنتعرف عليها بشكل أكبر في الموضوعات القادمة
