احنا هنا

١٢ ديسمبر ٢٠٢٣

إلى متى ؟! النساء السودانيات تحت وطأة النزوح

قامت بكتبتها / يمنى حسن

في ختام حملة الـ 16 يوما لمناهضة العنف القائم ضد النساء والفتيات التي تبدأ من ٢٥ نوفمبر حتى 10 ديسمبر، تحدثنا في حملتنا "عبور آمن" عن العنف الذي تتعرض له النساء وقت الحروب والأزمات والنزوح إلى مصر وتحديدا بأسوان، وتسليط الضوء على إبراز أهم النقاط التي تهدد النساء وقت الأزمات واستهدفت بشكل خاص المرأة السودانية وتحدثنا عن التهديدات التي واجهتها وقت النزوح حيث يتعرضن للتعدي والتعسف في كثير من الحقوق والحريات الأساسية و يعانين من نقص في الرعاية الصحية والتعليم، كما تعتبر النساء هدفا للعنف الجنسي والاستغلال الجنسي أثناء الحروب، واغتصابهن أداة من أدوات الحرب.


النساء والاعتداءات الجنسية


تتعرض النساء السودانيات في وقت الحرب إلى كل أنواع الاستغلال، بسبب عدم وجود الأمان والاستقرار، فيتم استغلالهن كمصدر للمعلومات وأيضا كوسيلة للضغط على الأهالي للخضوع، كما تتعرض النساء للاغتصاب أو الاتصال الجنسي بالإكراه ومن الممكن باستخدام آلة حادة والتحرش بدرجاته أو يكون عنفا جسديا أو الإكراه على ممارسة الجنس مما يؤدي إلى تعرضها للعدوى بأمراض تنتقل عن طريق الجنس مثل الإيدز أو فيروس سي ووصم وحالات الحمل أو الإجهاض.


كما أنها تتعرض للكثير من المشاكل الأخرى كالابتزاز والمضايقات التهديد والترهيب والسرقة وعدم توفير أبسط احتياجات لها مثل عدم توافر الفوط الصحية.


النساء ووضع التعليم


حتى نفقات التعليم أصبحت بمثابة عقبة كبيرة هذا الأمر الذي يرهق كاهل الأسر لا سيما الفقيرة أو التي فقدت أموالها منها.


وذلك بالإضافة إلى أن تختلف تكلفة الرسوم الدراسية للأجانب في مصر حسب نوع الدراسة والمؤسسة التعليمية عادة ما تكون الرسوم الدراسية لغير المصريين والمصريات أعلى ومرتفعة الثمن عن المعتاد والارتفاع المستمر في تكاليف التعليم يجعل الحصول على تعليم جيد أمرا صعبا بالنسبة للكثير وقد يؤدي هذا الارتفاع إلى استبعاد بعض الطلبة من الحق في التعليم بالإضافة إلى أن البعض قد ترك المقاعد الجامعية مؤقتا والاتجاه إلى العمل في الشوارع والمطاعم والمحال التجارية لا سيما الوضع أثقل وأسوأ على النساء السودانيات ف غلاء أسعار الدراسة على النازحات يزيد من التحديات التي تواجهن في أثناء محاولتهن إعادة بناء حياتهن.


النساء وإشكالية الإبلاغ : 


وعلى الرغم من كل ما تتعرض له النازحات إلا أنها تواجه خوفا أكبر يصنع ضررا كبيرا لها وهو خوفها من الإبلاغ عن المعتدين، فإذا تعرضت للابتزاز أثناء العمل فلا يحق لها الإبلاغ خوفا من أن يتم طردها من العمل وتخسر مصدر الدخل الذي تعيش عليه بجانب أن أكثرهن معيلات لأسرهن.


وإذا تعرضت للاغتصاب أو أي اعتداء جنسي فلا تقدر على التحدث والإبلاغ خوفا من الوصم بالعار وتشويه سمعتها، أو أن تتعرض للانتقام من قبل الجاني وهي في بلد غريبة لن تجد من ينصرها، فلا تعرف فيها شيء فكل ما تفعله هو السكوت.


الدعم النفسي اللازم أن يقدم لهن


فمن المفترض تقديم دعم نفسي لهن عن طريق الاستماع والإنصات لما تقول والاهتمام بما تقول، لأن هذا الفعل يجعلها تشعر بارتياح وأنها مهمة، بعد ذلك تقديم وتوفير الخدمات الأولية لها (مأوى_مأكل وملبس) أن أتيح، ونعمل على تعزيز قيمة نفسها وترسيخ شعور وأنها لها حق، ثم فيما بعد إذا كانت تحتاج إلى إحالة إلى خدمة طبية أو خدمة قانونية يوفر هذا لها، وإذا كانت تحتاج إلى إحالة لطبيب نفسي متخصص يوفر لها هذا مع المتابعة من جانبنا ومن جانب الأطباء لكي نتأكد أنها أصبحت بحالة جيدة.


أهم التوصيات:


يتعين على المجتمع الدولي العمل بشكل متكامل للتصدي للثقافة التي تسمح بتلك الانتهاكات بما في ذلك التدريب على الدفاع عن النفس وتشجيع المشاركة النسائية في صنع القرار وإدارة المجتمعات المتضررة من الحروب، لضمان حصولهن على حماية ودعم كاف.


وتأمين خدمات صحية نسائية متخصصة لضحايا الانتهاكات والاعتداءات، بما في ذلك خدمات نفسية وإجراء فحوص طبية، وتشديد القوانين والإجراءات لمحاسبة المعتدين على النساء خلال فترات الحروب والنزوح، وضمان تطبيق عقوبات رادعة.


توفير خطط وبرامج لتقديم المساعدة المالية لمن لديهن صعوبات في دفع هذه التكاليف كذلك يجب على الحكومات والجامعات أن تبحث عن سبل لخفض تكاليف التعليم وزيادة إتاحته لأكبر عدد من خلال منح دراسية ومساعدات مالية موجهة إيجاد فرص تعليم ميسرة توفير برامج تعليمية ميسرة أو مجانية للنازحات سواء عبر الدورات عبر الإنترنت أو المدارس المجتمعية، لتقديم فرص للتعلم بتكلفة منخفضة توفير موارد تعليمية مجانية عن طريق توفير المناهج والموارد التعليمية بشكل مجاني أو بتكلفة منخفضة لتقديم دعم إضافي للطالبات النازحات.


تعزيز التعاون مع المنظمات غير الحكومية تشجيع التعاون بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية لتوسيع نطاق البرامج التعليمية وتوفير فرص تعليمية للنازحات.


الدعم النفسي والاجتماعي تقديم برامج دعم نفسي واجتماعي للنازحات للتعامل مع آثار الصدمات وضغوط الحياة بجانب زيادة حلقات الاستغلال والعنف على النساء السودانيات، مما يسهم في تحسين إمكانية الوصول إلى التعليم للنازحات يلعب دورا حاسما في تعزيز فرصهن وتحسين مستوى حياتهن المستقبلية.


إطلاق برامج توجيه وتحفيز وحملات لتسليط الضوء على أهمية التعليم للفتيات وتحفيز الطالبات على متابعة دراستهن.


تفعيل القوانين الدولية لحماية حقوق الإنسان والنساء على وجه الخصوص، ومعاقبة الجناة يجب أيضا تعزيز التوعية حول هذه القضية لضمان تحقيق تغيير جذري في المجتمعات المتضررة.


ومن الضروري تشديد الضوابط والعقوبات ضد الجرائم الجنسية في سياق النزاعات، وتعزيز التدريب للقوات العسكرية والشرطة للوقاية من هذه الأعمال البشعة.


وتعزيز حقوق المرأة وكرامتها في جميع الظروف بما في ذلك فترات النزاعات.

مقالات اخري

article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
اختيار النساء لشريك الحياة (حق خاضع للقيد)
“كنتُ أحلم بأن أعيش حياة سعيدة مع هذا الشخص الذي اختاره قلبي، ورسمتُ معه الآمال. لكن الآن، ماتت أحلامي، وأصبحتُ شاحبة الوجه، ولم أعد أفكر في كيفية اتخاذ أي قرار؛ فأصبح كل ما ينطقه لساني هو “حاضر” و”نعم”. أصبتُ بحزن دائم، وأصبحتُ عاجزة، وحتى ابتسامتي على وجهي كاذبة.” هكذا وصفت إحدى النساء شعورها بعد أن […]
قرائة المزيد
article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
في ظل التهميش والتمييز: نظرة على واقع حقوق الصحة الإنجابية والجنسية للنساء والفتيات بمصر
تُعتبر الصحة الإنجابية والجنسية من أهم الجوانب التي تؤثر على حياة النساء، وخاصة الأمهات، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي أو الاجتماعي. تعني الصحة الإنجابية توفير الظروف والبيئة الملائمة للنساء لتحقيق حمل صحي وآمن، كما تؤثر الصحة الإنجابية بشكل مباشر على الصحة الجسدية والنفسية للأم. تساعد الرعاية الصحية قبل وأثناء وبعد الحمل في الكشف المبكر […]
قرائة المزيد