احنا هنا

٠٥ يوليو ٢٠٢٣

شابات وشباب أسوان على الحدود يداً واحدة لدعم الأشقاء والشقيقات من السودان

قامت بكتبتها / يمني حسن

مرت السودان بالعديد من الاشتباكات علي مر تاريخها حتى وصلنا إلى الخلاف الراهن حيث تدور اشتباكات مسلحة بين أفراد قوات الدعم السريع بقيادة " حميدتي " وقوات الجيش النظامية بقيادة "عبد الفتاح برهان"


الخلافات بين الطرفين ظهرت بوادرها للعلن منذ العام الماضي 2022 ولكن تفاقمت المشكلة بهذا الشكل في آخر شهرين حيث استمرار القتال في الخرطوم والمدن الرئيسية داخل البقع السكانية، فأصبح المدنيون من يدفعون ثمن هذا الاشتباك المسلح مما أدى إلى انهيار البنية التحتية ووقف الخدمات الطبية في العديد من المستشفيات بالإضافة إلى حصار في منازل بسبب الطلق الناري .


وكل هذه الأحداث نتج عنها فرار السودانيين والسودانيات من بلادهم/ن  قاطعين الآلاف الكيلومترات في رحلة سفر أصبحت تستغرق من ثلاثة إلى أربعة أيام حتى يصلوا إلى الحدود المصرية


ومن هنا تبدأ مصر في دور باسل تستقبل أبنائها وأشقائها فاتحة لهم/ن ذراعيها وترحب بوجودهم/ن على أراضيها.


حيث يتواجد المتطوعون والمتطوعات على الحدود بقسطلة وأرقين ووادي كركر للترحيب بقدومهم/ن وتقديم الدعم اللازم .


تحدث أستاذ عادل عبد المنعم طه: نحن بدأنا مع بداية نزوح الإخوة والأخوات السودانيين والسودانيات من مناطق الحرب إلى نطاق حدود جمهورية مصر العربية للبوابة الجنوبية محافظة أسوان- عاصمة الشباب والثقافة الأفريقية- عن طريق توفير المواد الأساسية للنازحين/ات السودانيين/ات .


أغلبية النازحين/ات السودانيين/ات ينزلون على كركر بصفتها أقرب مكان من منفذ أرقين ومن بعدها ينطلق النازحون/ات إلى وجهاتهم/ن المختلفة حيث إن منهم/ن من يسافر إلى القاهرة ومنهن/م من يستأجر داخل أسوان ومنهن/م من ينزل عند أقاربهم/ن داخل محافظة أسوان حيث من المعروف أن هناك صلة رحم وقرابة بين بعض السودانيين/ات وأهالي محافظة أسوان.


كان هناك العديد من الجهات الداعم كانت المجتمع المدني بمعنى أن فيه بعضاً من الشباب قوية المالكي- بنصر النوبة العاملين/ات في السعودية والكويت وقطر شاركن/وا بفلوس لشراء السلع اللازمة للنازحين/ات السودانيين/ات وهذه كانت أول مبادرة.


ثم انتشر الخبر في بلاد نصر النوبة واتبعوا نفس النهج وتم فتح مطبخ مفتوح لمساعدة النازحين/ات السودانيين/ات .


كان هناك مشاركات أيضا من فريق متطوعي محافظة أسوان كان مكوناً من كوم أمبو ومن نصر النوبة ومن دراو كان له دور مجتمعي بارز قائم على الحب والاحترام المتبادل، وأيضا يرسي مبادئ جميلة أن أفراد الشعب الأسواني على قلب رجل واحد في حب الخير ولا توجد أي تفرقة قبلية بين الناس وبعضها .


ولا أنسي أنه كان للدور النسائي عامل قوي جدا وإيجابي وملموس على أرض الواقع أن بعضهن قدمن الجهد في العمل الميداني وهن في قمة سعادتهن وأكدن خلال العمل المجتمعي في مساعدة الإخوة الأشقاء السودانيين والشقيقات السودانيات ، و أنهن على استعداد دائم على تقديم الدعم اللازم لهن/م كان العمل يتميز بالتناغم الفكري والثقافي.


كما كان يوجد دور إيجابي بارز ظهر دور سلبي أثناء العمل مثل ظهور مافيات مستغلين الأزمات كما ظهرت السوق السوداء في بيع وشراء الدولارات وأيضاً استغلال النازحين/ات السودانيين/ات، أتمنى أن يسيطر عليها الأمن في الخطوات القادمة.


كما قمنا كفريق يحمل اسم "صناع القرار 7" بعمل ملف يتحدث عن أزمة النازحين/ات وتحليل المشكلة وأهم المقترحات للمخاطر الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والنفسية وذلك لرفع الكفاءة المساعدات المقدمة وتوضيح آثارها والتصدي للأزمة بشكل جاد وحاسم وتفادي المخاطر الناتجة عن النزوح.


قالت آلاء الله صلاح الدين رائدة ريفية واحد المتطوعات لدعم النازحين/ات:


”أنا دخلت في العمل التطوعي منذ فترة ومتطوعة في عدة جمعيات موجودة فى وادى كركر جمعية تنمية المجتمع بوادي كركر ، السودان بالنسبة لي مش مجرد دولة هما أهلنا وهذا ليست مجرد كلام كنوع من الشفقة بالعكس هما بالفعل أهلنا“.


في السودان قديماً كانت دولة متحدة مع مصر وكنا شعباً واحداً عشنا سوياً سنوات عديدة، وجزء كبير من النوبيين يعشن في السودان


منذ بدء الحرب والمناوشات وبداية قدوم أخواتنا السودانيين وبدأنا نستعد لاستقبالهم/ن وتقديم مساعدات مادية ومعنوية وأغلب جمعيات النوبية والجمعيات النسوية ومحافظة أسوان قدمت دعماً لإخوتنا وأخواتنا السودانيين/ات  كنا نحاول قدر المستطاع نقدم لهم/ن دعماً معنوياً لتخفيف عنهم/ن ، وكنا رغم الشغل والإرهاق إلا أننا نحاول أن نكمل الشغل على أتم وجه .


إبتسامة صغيرة كانت قادرة أن تحفزنا للعمل وقت أطول، وبمجرد وصولهم/ن لأرض مصر ودخولهم/ن أسوان يشعرون بالطمأنينة والثقة إننا بجانبهن/م .


بدأنا بعدة خطوات لدعم النازحين/ات بمساعدة عدداً كبيراً من المتطوعين والمتطوعات يرأسها الأستاذ أحمد عبد الحميد و تم عقد عدة اجتماعات نتحدث فيها عن كيف ندعمهم/ن


فالخطوة الأولى كانت البحث على النوبيين مقيمين في كركر ولديهم بيوت زائدة .


و بالفعل استجاب عدداً كبيراً ووافقوا ان يفتحوا بيوتهم بدون إيجار ، فبعض الأهالي سودانيين كانوا مصرين على دفع الإيجار فكان الإيجار طبيعي دون مغالاة واستغلال الظروف .


الخطوة الثانية: هي توفير المواد الغذائية اللازمة ورصد الفئات الأكثر احتياجاً والمناقشة في اجتماعات لتحديد الشكل الأمثل للمساعدات الاجتماعات كانت منظمة وخطط عمل واضحة وتم توزيع الأدوار.


و وقت التنفيذ كان كل المتطوعين والمتطوعات يد واحدة كل شيء يتم بنظام وبدقة ، و قد تم ذلك في مجلس شباب المصري تحت رعاية محافظ أسوان وفي كل الكيانات والجمعيات اللي قدمت مساعدات و تم التبرع ب كراتين مياه معدنية وعصائر ومعلبات، وحتى أفران العيش تتبرع بمائة رغيف عيش يوميا.


وعلي جانب آخر محافظة أسوان كانت تقوم بتوفير مكان يستخدم مطبخ لتحضير الوجبات ، و كان يتم توزيع أكياس التموينية أسبوعياً تحتوي على اثنين كيلو سكر عدس فول وفاصوليا واثنين كيلو مكرونة ودقيق وصلصة مرب وشاي وزيت أو سمنة ومرقة دجاج وملح ولوبيا وجبن وحلاوة طحينية وبلح، وبالنسبة للغذاء يتم توزيعه بشكل يومي على الأسر السودانية .


ومن جانبها تحدثت رانيا أحمد حاصلة على ليسانس آداب وتربية من فريق متطوعي محافظة أسوان تحت رعاية السيد اللواء أشرف عطية محافظ أسوان : 


 كنت اتابع القنوات الفضائية والسوشيال ميديا لمعرفة ما يحدث في السودان ومعرفه كل ما هو جديد.


 ”كنت خائفة جداً لأن اهالينا في السودان يعشن في حالة ذعر و رعب وسط الرصاص و الصواريخ وخاصة أن في أوقات تم قطع الإنترنت وكنت غير قادرة على التواصل معهم/ن والاطمئنان عليهم/ن“


اول تحرك لنا كمتطوعين ومتطوعات كان في موقف كركر ، و كنا على أتم الاستعداد لمساعدة اخواتنا السودانيين والسودانيات، و مع بدء وصولهن/م انقسمنا لمجموعات منها مجموعة الدعم النفسي ومجموعة الإرشاد ، و مجموعة التوزيع .


”انا يعتبر شاركت في جميع المجموعات هناك اول ما بتلاقي حد محتاج مساعده مش بتفكري انتِ في أي مجموعة وبدون تردد تقومي بالمساعدة.


 أهم شيء عندنا الابتسامة وأننا كنا نعبر لهم عن سعادتنا ووصولهم بالسلامة وأنهم نوروا بلدهم الثانية ونقدم لهم المواد الغذائية والمياه ، و كنا بننقل المريض أو اى شخص مصاب لعيادات الهلال الأحمر .


والأطفال بنقوم  باستأذن اهاليهم ونقلهم  لعيادات الدعم النفسي و كانت تابعة لليونيسيف كانت حجرة مخصصة لألعاب الأطفال وتقديم الهدايا لهم “


عدد المتطوعات البنات كان عددهن  يقارب ٤٠ بنت  ، بالإضافة أن جميع الناس كانت متعاونة لأقصى درجة ، و في النهاية هذا الدعم  كان يقدم  لأهلنا واخواننا السودانيين/ات.


أضافت شيماء مصطفى الصغير بكالوريوس خدمة اجتماعية :


 نحن مجموعة من الشباب المتطوعين تحت رعاية محافظة أسوان ، منذ بداية انتشار أخبار عن الحرب في السودان ، سيطر علينا الحزن والضيق ، لأنهم/ن أهلنا وإخواننا وأيضاً هما العمق الإستراتيجي لأمن مصر القومي ، ومن أول لحظة علمنا بقدوم الأخوة السودانيين/ات لأسوان هرولنا سريعا لمقابلتهن/م بكل حب وود  وتحركنا من مبنى محافظة أسوان إلى  مدينة كركر ، و تم التجمع عند محافظة أسوان وتحركنا بأتوبيسات تابعة للمحافظة وكنا مجموعة شباب متطوعين ومتطوعات من جميع المدن ( نصر النوبة ،اسوان ، ادفو ...الخ )


و وصلنا كركر و تم تقسيمنا إلى مجموعات  للتغذية أو للوجبات أو للدعم  النفسي أو للتعبئة وانا كنت من ضمن مجموعة التعبئة .


الصعوبة لا تكمن في العمل وإنما كانت تتمثل في حزن السودانيين/ات على بلدهن/م ؛ إحساس صعب فقدانهن/م لوطنهن/م  و الفرار وبعضهن/م مصابين ، ومهما كنا نحن متقربين منهن/م ، هذا لا يعوض لهن/م فقدان الوطن .


وحاولنا على قدر الاستطاعة أن ندعمهن/م نفسياً ونخفف عنهن/م ، و السيد المحافظ اللواء أشرف عطية قام بعدة تجهيزات كاملة لاستقبال المصابين/ات و إقامتهن/م ، و كان متوفر اتوبيسات و مواصلات لكل مكان وعربات إسعاف وكان يتم توزيع وجبات ، و  كان عدد المتطوعين والمتطوعات كثيراً وكلهم/ن على أتم الاستعداد لمساعدة اخواتنا بمنتهى الحب والحماس على رغم من بعد المسافة وارتفاع حرارة الجو . 


”من اكتر مواقف الي حولنا نظهر فيها اننا اصبحنا في بيت أو وطن واحد :  كان في ناس سودانيين يقولوا "مش محتاجين الوجبات مش محتاجين حاجة “ 


على الرغم أن بالفعل بعضهن/م حالتهن/م المادية جيدة ، لكن كنا نعطي اخواننا واخواتنا السودانين/ات  من باب الهدية وليس كونها مساعدة وحرج لكرامتهن/م، ف كان تقديم الوجبات نوع من الكرم  وحسن الاستضافة ، و مازلنا في أسوان نستمر يومياً في تقديم الدعم ونزول مجموعات كبيرة جديدة.


فرغم حرارة الجو بأسوان وبعد الأماكن إلا أن المتطوعين والمتطوعات لم يترددوا في مد يد المساعدة لأهلنا السودانيين/ات ،  فلن ننسى اننا كنا دولة واحدة قديما ولن ننسي علاقات القرابة والنسب والمصاهرة التي تجمعنا ، فما قدم أو سيقدم فهو واجب علينا .


مصدر الصورة فريق متطوعي محافظة أسوان*

مقالات اخري

article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
اختيار النساء لشريك الحياة (حق خاضع للقيد)
“كنتُ أحلم بأن أعيش حياة سعيدة مع هذا الشخص الذي اختاره قلبي، ورسمتُ معه الآمال. لكن الآن، ماتت أحلامي، وأصبحتُ شاحبة الوجه، ولم أعد أفكر في كيفية اتخاذ أي قرار؛ فأصبح كل ما ينطقه لساني هو “حاضر” و”نعم”. أصبتُ بحزن دائم، وأصبحتُ عاجزة، وحتى ابتسامتي على وجهي كاذبة.” هكذا وصفت إحدى النساء شعورها بعد أن […]
قرائة المزيد
article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
في ظل التهميش والتمييز: نظرة على واقع حقوق الصحة الإنجابية والجنسية للنساء والفتيات بمصر
تُعتبر الصحة الإنجابية والجنسية من أهم الجوانب التي تؤثر على حياة النساء، وخاصة الأمهات، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي أو الاجتماعي. تعني الصحة الإنجابية توفير الظروف والبيئة الملائمة للنساء لتحقيق حمل صحي وآمن، كما تؤثر الصحة الإنجابية بشكل مباشر على الصحة الجسدية والنفسية للأم. تساعد الرعاية الصحية قبل وأثناء وبعد الحمل في الكشف المبكر […]
قرائة المزيد