احنا هنا

١٧ ديسمبر ٢٠٢١

ورا كل باب

قامت بكتبتها / هنا سيد

"ده راجل " مقولة نسمعها في كثير من الأحيان وفي مواقف شتى ، يضرب أخته ترد عليه الأم


" وماله ده راجل بيربيها، اكسر للبت ضلع يطلعلها ٢٤ ". موقف تحرش جنسي في مواصلة ،تركب فتاة وترى رجل يجلس في الكرسي المتحرك ولا يريد التحرك لها حتى تصل إلى الكرسي الخلفي، تنظر إليه ويرد على نظراتها: ”عدي يابنتي أنا زي والدك“ ، لتعبر من هذا الممر الذي لا يكفي لعبور هواء الشباك المجاور من صغر المساحة وكبر حجم الرجل الجالس في الكرسي على الممر، وبغير إرادتها تلتصق بهذا الجسد الضخم وتعبر للكرسي الخلفي وتجلس. 


بمجرد جلوسها بجانب شاب أنيق صغير السن ينظر إليها نظرات إعجاب ويقول: ”اقعدي يا أبلة أنا زي اخوكي متخافيش“، وبمجرد عبور الميكروباص بأول مطب يلتصق بها الشاب لتنظر اليه في ذهول، فيرد قائلا: ”لامؤاخذة يا أبلة“، فتنظر إليه وتصمت ليمر مطب آخر ويلتصق بها الشاب مرة أخرى، ولكنها لا تنتظر رده هذه المرة وتقول: ”لا أنت زودتها بقي ،احترم نفسك يا سافل، أول مرة وعديتها قلت معلش مش قصده، تروح تكررها تانى يا حيوان يا سافل“


ليرد عليها الشاب: ”انتي حد جه جنبك ، ماانتي اللي جيتي تحكيها ، سايبة العربية كلها وجاية ورا في الزنقة“


 وفي هذا الصراع المحتدم نسمع مقولة أحد الركاب " معلش يابنتي الراجل مش قصده، اسكتي ده راجل مترديش عليه "! 



هل تساءلتم يوماً لماذا تنتهى معظم مواضيع جدلنا الجندرية ب " معلش ده راجل بردو، أو انتي فاكرة نفسك راجل ".


 هل النوع البيولوجي يعطي سمة أو ميزة عٌليا أو دٌنيا لصاحبها؟، هل الذكر له سمات تنافسية أقوى من الأنثى إذا شبهنا النوعين كمنتجين في الأسواق في سوق إحتكاري لا تسمح فيه المنافسة ويديره منتج الذكر بغض النظر مدي حسن أو سوء جودة المنتج ، لكنه لا يسمح بدخول أي منتج آخر معطيًا لنفسه الميزة التنافسية الوحيدة في الأسواق. 


كثرت الامثلة واختلفت، ولكن الوصم تبعًا لاختلاف  النوع الاجتماعي واحد.



أصبح السفر أو التنقل لمدن ومحافظات أو دول للفتيات دون وجود وصي ذكر عليها وعلى تحركاتها أمر شائع الحدوث. فمثلا إذا ما وجدت فتاة فرصة عمل مناسبة تليق بمستواها العلمي والثقافي في مدينة غير مدينة سكنها ومنشأتها، بعد إنعدام وجود فرصة عمل مناسبة إلا في المحافظات المركزية نظرا لكبر حجمها، وتعدد فرص العمل بها. نجد معارضة من قبل الأهل على فكرة سفر الفتاة وحدها دون ذكر وصي عليها حتى وان كان يصغرها سناً، قد لا نجد هذا النوع تحديداً من العنف القائم على النوع الإجتماعي في كل شرائح المجتمع، ولكننا نجد بالفعل أنواع عدة مختلفة من العنف القائم على النوع الإجتماعي. 



إذا قررنا تحليل عقلية الأهل بخصوص هذا النوع من العنف قد نجد فكرة أن الفتاة بالنسبة لهم مهما علت مكانتها الإجتماعية أو العلمية ليس لها الحق في اتخاذ قرارات خاصة بحياتها العملية واختياراتها، لابد من وجود وصي عليها يتأكد من اتفاق اختياراتها مع تفكيره وتقاليد المجتمع المنغرسة في عقله، وهذا يسمى بمفهوم المجتمع الأبوي الذي تقوده عادات المجتمع المتوارثة بخوف الأب على بناته، ولكن هنا تتوقف سلطة الأبوة عن الوالد فقط، بل قد تمتد للعم والخال والأخ سواء الصغير أو الكبير، تمتد سلطة هؤلاء تحت مسمى الأبوة بأن يتحكموا في تحركاتها واختياراتها في الحياة بخصوص حياتها العملية، فقط إن لم تتوافق مع ما يتبنون من أفكار المجتمع. 



هل ستنتهي تلك السلطة الأبوية يوماً ما، وهل سنتحرر من قيود العادات والتقاليد التي يتبناها المجتمع جيل وراء جيل دون محاولة لتغييرها لتواكب تطور فكر المجتمع مع التطور التكنولوجي في العالم؟ دعونا نأمل وذلك. 

مقالات اخري

article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
الابتزاز الالكتروني : عنف رقمى يهدد حياة النساء من وراء الشاشة
في عصر التكنولوجيا المتقدمة و وسائل التواصل الاجتماعي، يُعدّ الابتزاز الإلكتروني أحد أخطر التحديات والجرائم التي تواجه النساء والفتيات يتمثل هذا الابتزاز في تهديد حياة النساء بنشر معلومات حساسة أو صور أو مقاطع فيديو شخصية، في حال لم تخضع الناجية \ الضحية لتهديدات المعتدى، وغالبًا ما تكون هذه التهديدات بغرض الابتزاز للحصول على مكاسب مادية […]
قرائة المزيد
article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
المقال الختامي لحملة ” أجسادنا…. قراراتنا “
مع انتهاء حملة “أجسادنا قراراتنا” التي أطلقناها ضمن فعاليات حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف القائم ضد النساء، والتي امتدت من 25 نوفمبر حتى 10 ديسمبر، سعينا من خلال حملتنا إلى إعلاء صوت النساء في المطالبة بحقوقهن الجنسية والإنجابية باعتبارها حقًا أساسيًا للنساء، وكركيزة جوهرية لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين، والتأكيد على أن هذه الحقوق […]
قرائة المزيد