لمبة ست

٢٧ يناير ٢٠٢١

هدي شعراوي

“السلطة عادة لیست كلمة مرتبطة بالمرأة في المجتمعات الإسلامیة. على الرغم من الهویات المعقدة والمتنوعة للنساء في البلدان ذات الأغلبیة
المسلمة ، إلا أننا جمیًعا ما زلنا أسیرات لصورة نمطیة شاملة تصر على وصفنا بأنفسنا كائنات سلبیة ، لا صوت لها ، ضحیة لرجالنا أو دیننا أو
كلیهما”.
هدي شعراوي (1879-1947(
تمر الیوم ذكري میلاد الناشطة النسویة (هدي شعراوي) أحدي أبرز القیادات النسائیة والوطنیة في العشرینات وحتي یومنا هذا وممن أثرت بشكل
عمیق في المرأة المصریة بل وفي نساء العالم العربي وأرست بأنجازاتها حجر الأساس فیما ستحققه النساء من مكاسب مستقبلیة إزاء الحركات
النسویة .
ربیع 1923 في محطة سكة الحدید بالقاهرة خرجن من القطار 3 فتیات یتشحن بعباءات سوداء ویرتدین الحجاب _البرقع أو الیشمك وقتها _
وعلي رصیف المحطة حشد من النساء جاءتن لاستقبالهن بعد عودتهن من مؤتمر نسوي " التحالف الدولي للمرأة" بروما , فجاة أقدمت (هدي)
علي فعل تحدي وحركة جریئة بازالة ال(یشمك) ومن ثم تلتها صدیقتیها الاخریتن (سیزا ونبویة ) , تملكت الدهشة جموع النساء وساد الصمت
للحظات لكن ما لبث ان دوى تصفیق من قبل النساء واقدمن علي حركة دعم بازالة غطاء وجههن.
كانت تلك اشارة من (هدي شعراوي) لانهاء نظام الحرملك بمصر وجعلتها رمز للحركة النسویة العربیة ونضالها وبدأت العدید من النساء
بمتابعتها بعد هذا العمل الاحتجاجي .

في عام 1879 في الثالث والعشرین من شهر یونیو ولدت نور الهدي محمد سلطان (هدي الشعراوي) احدي رائدات الحركة النسویة في مصر
في عائلة ثریة بمحافظة المنیا عاشت طفولتها ومرحلة بلوغها في نظام الحریم المنعزل فكانت هي أواخر الجیل الذي عاصر فترة الانعزال التى
فرضت علي النساء والفتیات في مصر فوصفتها (هدي الشعراوي) في مذاكرتها بكتاب (سنوات الحریم ) : بان النساء كانت محصورات في
المنزل او الحریم _اشارة للغرف المنفصلة بین النساء والرجال_ وفرض علیهن الحجاب في الأماكن العامة لیس فقط علي النساء المسلمات
ولكن علي المسیحیات والیهودیات اتبعت هذه القاعدة أی ًضا. استاءت شعراوي من جدران العالم الابوي الذي عاشت في كنفه ومن
كل هذه القیود المفروضة على حریتها فوصفت بوضوح الحیاة في حریم والدها ثم في حریم زوجها ، وتروي في احدي المرات التي
أظهرت فیها (هدي) استقلالیتها عندما كانت شابة قامت بزیارة المتاجر المحلیة في الأسكندریة وشراء ملابسها الخاصة بنفسها بدلا من
احضارها الي منزلها شخصًیا مما جلب الغضب والاستیاء لجیرانها وتسرد في نفس الكتاب
(شعرت بالاكتئاب وبدأت أهمل دراستي ، وأكره أن أكون فتاة لأنها حرمتني من التعلیم الذي طلبته. في وقت لاحق ، أصبحت كوني أنثى حاج ًزا
بیني وبین الحریة التي كنت أتوق إلیها) .
وفي سن ال 13 تزوجت من ابن عمها الأكبر علي باشا الشعراوي وكان في أواخر الأربیعینات من عمره ثم انفصلت عنه لمدة سبع سنوات ,
خلال الانفصال منحت ل (شعراوي) الفرصة ان تتلقي تعلیما نخبویا موسع في المنزل فتعلمت اللغة العربیة والتركیة وحفظت القرآن الكریم
وكرست نفسها لكتابة الشعر باللغتین العربیة والفرنسیة , وتذوقت طعم الاستقلال ونما لدیها روح النضال والنشاط النسوي , وفي وفي عام
1900 وفي سن الحادیة والعشرین وتحت ضغط من عائلتها ، تصالحت معه وكان لدیهم طفلان منه
ونتیجة لاستیاء (هدي) من القیود التى فرضت علي لباس المرأة وحركاتها بدأت في تنظیم محاضرات ودورات للنساء حول مواضیع تهمهم. أدى
ذلك إلى إخراج العدید من النساء من منازلهن وإلى الأماكن العامة للمرة الأولى. وقادها ارتفاع معدل الوفیات الرضع في مصر لأنشاء اول
جمعیة خیریة نسائیة تدیرها نساء عام 1908 تضم متوصف طبي لعلاج النساء والأطفال الفقراء بهدف وقف تلك المشكلة الصحیة , وجمع
التبرعات للنساء الفقیرات في مصر وتقدیم خدمات اجتماعیة للنساء وقالت إن مشاریع الخدمة الاجتماعیة التي تدیرها النساء مهمة لسببین أو ًلا من
خلال الانخراط في مثل هذه المشاریع ، ستوسع النساء آفاقهن ، واكتساب المعرفة العملیة وتوجیه تركیزهن إلى الخارج.
من شأن مثل هذه المشاریع أن تتحدى الرأي القائل بأن جمیع النساء مخلوقات متعة وكائنات بحاجة إلى الحمایة.
وثانیاً
وفي عام 1910 أسست مدرسة للبنات في القاهرة ، حیث ركزت على تدریس المواد الأكادیمیة بد ًلا من مهارات الطبخ ومایشبه الاقتصاد
المنزلي التي یتم تدریسها عادة للفتیات .
وفي عام 1914 أسست اتحاد المصریات المتعلمات،وخلال الحرب العالمیة الأولي وفي عام 1919 ساعدت في قیادة أول مظاهرة نسائیة حیث
خرجت أعداد غفیرة من النساء تمردن علي نظام الحریم ینددن احتجاجا علي الحكم البریطاني متحدین أوامر بریطانیا وتحت أشعة الشمس
الحارقة لمدة زادت عن ثلاث ساعات هاتفین بالاستقلال.
بعد إعلان الاستقلال عن مصر ، كان من المتوقع أن تعود النساء إلى الحریم ، لكن شعراوي لم تكن على استعداد لمغادرة المجال العام بعد.

بعد وفاة زوجها ، قررت شعراوي أنها لن ترتدي الحجاب في الأماكن العامة في عام 1923 عندما كشفت عن حجاب وجهها عقب عودتها من
مؤتمر روما .
وكان قرارها جزًءا من بوادر حركة نسائیة أكبر وتأثرت (هدي) بالنسویة المصریة المولودة في فرنسا (اوجیني لو برون) ومن خلال مزج
النسویة بالنمط العربي مع تقالید ثقافتها العربیة الغنیة شكلت هدي شعراوي حركة تسویة سیاسیة فعالة أثرت بشكل كبیر علي النسویات العربیات
حتي الیوم .
وفي عام 1923 قامت بتأسیس الاتحاد النسائي المصري والذي ضم اكثر من 250 عضو الذي سعي للدفاع عن حقوق النساء وكانت أبرز
مطالبها زیادة فرص التعلیم للفتیات وأتاحة فرصة للفتیات أن یلتحقن بالتعلیم الجامعي وشغل الوظائف العامة وحق النساء في الاقتراع وتعدیل
قوانین الأحوال الشخصیة .
وتمكنت هدي بفضل نشاطها النسوي أن تصبح عضوا في التحالف الدولي للمرأة من أجل الحق في المساواة والمواطنة ، لتصبح الممثل الرسمي
لمصر في المؤتمرات النسائیة.
وأطلقت مجلة نصف شهریة ، Égyptienne'L في عام 1925 ، من أجل نشر القضیة.
شعراوي مثلت مصر في المؤتمرات النسائیة في غراتس ، باریس ، أمستردام ، برلین ، مرسیلیا ، اسطنبول ، بروكسل ، بودابست ، كوبنهاغن ،
إنترلاكن ،جنیف؛ في وقت لم تكن مصر تمثل دولیا في المؤتمرات النسائیة و دعت السلام ونزع السلاح. حتى لو تم تلبیة بعض مطالبها فقط
خلال حیاتها ، فقد أرست الأسس لتحقیق مكاسب لاحقة من قبل النساء المصریات وأجیال الحركة النسویة القادمة ولا تزال حامل المواقف
الرمزیة لحركة تحریرهن
نشاط هدى النسوي لم یستقر فقط في مصر بل امتد أثره على الحركات الأخرى للدفاع عن حقوق المرأة في العالم العربي.
(الرجال خصوا النساء أصحاب الإنجازات الهامة بأنهن ذو قدرات خاصة دوناً عن باقي النساء، لیتجنبوا الاعتراف بقدرات جمیع النساء) هدي
شعراوي

مقالات اخري

٠٩ أكتوبر ٢٠١٩
وسط كل بيت حكاية

هل الصعيد مكان امان للفتيات من التحرش ؟ الاجابة هى “لا “ بالتاكيد ولكن البعض يعتقد ان التحرش فى الصعيد اخف ضررا ولكن ذلك المنطق خطئ اذ باتت ظاهرة التحرش الجنسي بالنساء، لا تفرق في انتشارها بين مدينة في أقصى صعيد مصر،