احنا هنا

٢٧ يناير ٢٠٢١

سن الجواز

قامت بكتبتها / هنا محمد سيد
عقبال الشهادة الكبيرة و بعدها عقبال العريس و بعدها عقبال خلفتك و بعدها عقبال الشهادة الكبيرة ونكرر…)
مقولات وجمل شهيرة لا يخلو منها أي بيت مصري أو لاتخلو منها مناسبة الا وقيلت لأي فتاة غير متزوجة .
السؤال هنا لماذا يري الناس أنهم أوصياء علي أي فتاة غير متزوجة ، أو لابد لها أن تحذو حذوهم في الحياة و تذوق مما ذاقوه و كأنه شي اجبرو عليه ، أو شر لابد منه .
لماذا يصبح الزواج شر لابد منه ، اليس هذا هو السكينة والرحمة ، واختيار شريك الحياة لابد له من اين يكون عملية متأنية وفي غاية الدقة . بل ويحتاج قدر من النضج لحسن الاختيار .
مقولة" قطار الزواج هيفوتك" تعتبر من أكثر المقولات التي تمثل عنفا نفسيً للفتيات من وجهة نظري ، حيث يضعها في خانة اليك اي أذا لم تتزوجي عند وصولك لسن معين ويختلف هذا حسب المجتمع ، سوف تصبحين شاذة عن قواعد هذا المجتمع أو"معيوبة" . وكلا اللفظين يمثل عنفا نفسياً يدفع البعض للزواج من اي شخص يتقدم لخطبتها ، دون دراسة الموضوع بشكل جدي وواعي من كافة الجوانب ، سواء مادية ، عالنية ، ثقافية و اقتصادية . لأن قرار الزواج هذا سينتج عنه أطفال سيخرجون لهذا المجتمع من أب وأم غير سويين ولا يوجد بينهم توافق فكري أو نفسي كل مايجمعهم أو جمعهم من البداية هو سرير الزوجية الذي يطوي كل الاسرار . وخارج غرفة النوم لاتوجد حياة بينهم تجعلهم يخرجون جيل سوي لهذا المجتمع الغير سوي نفسياً.
وقد تتعدد صور هذا النوع من العنف النفسي حسب المكان الذي تمارس فيه ، فترتها في المنزل غير التي نراها في محيط العائلة، غير التي نراها محيط العمل
و تختلف كلياً حسب نوع و ثقافة المجتمع .فقد نري في بعض المجتمعات ثقافة الخاطئة التي تحمل ألبوماً من الصور الفوتوغرافية لأشكال والوان مختلفة من العرسان أو العروسات اللاتي يرغبن في الزواج ، و قد تحمله في ألبوماً صغيراً ولك أن تختار ماتريده و ترفض ما لا تريده كأنك تختار سلعة معينة في محل البقالة الذي تحت المنزل ، وتدفع عربون ربط الكلام للخاطبة.
نوع اخر وثقافة أخري ولكن في مجال العمل نجد الزملاء والزميلات المتزوجون و يرون نفسهم "دخلوا القفص" علي حد ذكرهم ، ويرون أن أي واحدة غير متزوجة هي شئ منفصل شاذ عن مجتمعهم وإن دخول القفص شئ لا مفر منه وكأس وكأس لابد الجميع تذوقة ، يبدأ هذا النوع الشخصيات بمحاولة توفيق "رأسين فى الحلال" على ذكرهم ، من اقتراح ايه اشخاص يقابلهم في طريقه ،سواء كان جار ،اخ ،او ابن عم مسافر في دولة من دول الخليج مغربي محتمل لتلك الفتاة غير المتزوجة التي يعرفونها . ويبداو بذكر مميزاته ومدي راحته المادية التي سيوفرها لها و يجعلها تعيش في" جنة "، وكلها محاولات منهم لجعلها تدخل القفص مثلما سبقوها بفعل ذلك
محاولات الاقناع اذا فشلت من الناحية المادية ومدي رخاؤه الاقتصادي الذي ستنعم به في حالة الزواج بهذا الشخص ، يتجهون الاقناع النفسي من مثيل " سنك كبر ، اللي في سنك عندهم اولاد "وغيره من الجمل التي يمكن وضعها في اسطوانة و حفظها في ارشيف الاثريات من كثرة تداولها وبنفس الوتيرة في مختلف العصور والأزمان
ولكن هل تنتهي هذه المرحلة حتي هذا الحد ؟ لا بالعكس بعد موافقة "السلعة" اى لعروسة المنتظرة علي هذا العرض الذي لا يمكن رفضه بعد ارفاقه بهذا الكم من البراهين علي تثبت نجاح هذه الخطة العظيمة أو الزيجة العظيمة التي سوف تدخل عليها . يبدأ مراسم التحضير لهذه الآية العظيمة ليلة الدخلة التي يجب أن يحكي عنها الجيران و توقفها الصور و الفيديوهات لسنوات عدة ، يجب أن تجهز العروسة جهاز بشقتها التي ستسكنها مع هذا الشخص الذي تعرفت عليه من عدة صور و حكاوي الأهل والجيران أو الزملاء والأصدقاء عنه . من كل شي تشتريه لابد أن تضع حسابا لدينا من الأشخاص سيعيشون معهم لذا يجب عليها مضاعفة كل شيء من" اطباق ، حلل ، كوبايات ، وحتي مفارش السرير و المراتب و البطاطين ". دوامة يدخلون فيها قبل الليلة الكبيرة و تأتي الليلة التي تحرز فيها الأهداف و تذكر للتاريخ عدة سنوات تالية ، قد تستمر الحياة بود ورحمة أو تصبح حياة روتينية متكررة ما ينامون عليه يصبحون عليه .

مقالات اخري

article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
الابتزاز الالكتروني : عنف رقمى يهدد حياة النساء من وراء الشاشة
في عصر التكنولوجيا المتقدمة و وسائل التواصل الاجتماعي، يُعدّ الابتزاز الإلكتروني أحد أخطر التحديات والجرائم التي تواجه النساء والفتيات يتمثل هذا الابتزاز في تهديد حياة النساء بنشر معلومات حساسة أو صور أو مقاطع فيديو شخصية، في حال لم تخضع الناجية \ الضحية لتهديدات المعتدى، وغالبًا ما تكون هذه التهديدات بغرض الابتزاز للحصول على مكاسب مادية […]
قرائة المزيد
article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
المقال الختامي لحملة ” أجسادنا…. قراراتنا “
مع انتهاء حملة “أجسادنا قراراتنا” التي أطلقناها ضمن فعاليات حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف القائم ضد النساء، والتي امتدت من 25 نوفمبر حتى 10 ديسمبر، سعينا من خلال حملتنا إلى إعلاء صوت النساء في المطالبة بحقوقهن الجنسية والإنجابية باعتبارها حقًا أساسيًا للنساء، وكركيزة جوهرية لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين، والتأكيد على أن هذه الحقوق […]
قرائة المزيد