احنا هنا

٢٦ يناير ٢٠٢١

أُمنا الغولة

قامت بكتبتها / مروة حسن
"أعتقد اليوم بأن الحياة وضعتني نصب عينيها أصبحت ممن تتلذذ بتعذيبهم ترفعني الحياة حتى أخر حدود السماء و من ثم توقعني ارضاً لتضحك شامته و بكل دنائه "
"كتاب في ديسمبر تنتهي كل الاحلام"
٤/١١/٢٠١٧
رزقت بطفل يشبه رمال طابا الناعم صغيراً جداً شعره ذهبي ،كان لا يستطيع ان يراني واضحة و لكنه يعرفني جيداً يميزني برائحتي فأنا نكهتة المفضله فأحبني من قبل أن يعلم معنى الحب فيالا عظمة الشعور كنا نتبادل المشاعر باللمس واحدثه في اذنيه بانني لم أشعر بهذا الاحساس من قبل ،
لم اهتم لنومي المتقطع ولا لجراح رحمي ولا للصداع الذي لا يرحل،
فكل هذا عبث أمام هذا الصغير فهو حقاً كل الوجود.
مضت الأيام الأولي وبدأت الزيارات والمباركين للمولود يتوافدون مجموعة تلو الأخرى
كنت في بدايه الأمر لم أخذ كلامهم علي محمل الجد.
ليس من المعقول أن أتهم في أول اسبوع من ولادتي بكم هذه الاتهامات ولكن أصبحت تتردد الجمل ذاتها وتتكرر من معظمهم :
"مش معقول انتِ بقيتي أم "
"يا بني الله يكون في عونك أن دي أمك "
"يا بنتي مرمطه الواد معاكِ كده ليه ارحميه ده لسه لحمه طريه "
أدركت وقتها أني سوف ابدأ حرب جديدة ما الجديد ؟! حياتي أغلبها حروب .
لكي أحصل على الحقوق الأوليه ولكن من أجل الحفاظ علي أماني الشخصي سعيت أن أقلل من معاركِ
وأن أحتفظ بخوض حروب كبيرة فقط
ورغم ذلك لم تقف الحياه عن مبارزتِ وبدأت أن أدرك ملامح حرب جديدة .
فقد قررت محكمه المجتمع المنصوبة لنا دائما كنساء من نساء أخريات وقع عليهن عنف فرضت عليهن حياتهم القاسيه التى جعلت منهن أداة للجلد بدون وعي وأدراك هؤلاء النساء أصبحن يُمارسن الذكورية أكثر من الذكور ذاتهم .
قد قرروا أن يُعلن فشلي في كيفية الأعتناء بصغيري .
وأن كل هذا يقع علي كتفي بسبب مظهري واهتماماتي ،
ولكن هل نحن ضعفاء حقاً و ننتظر الأحكام التي تصدر علينا من افواه لا تفقه شئٍ عن الحكمة سوي تجارب آباؤهم الأولون؟
هل حبي للسفر والترحال معادلة نتيجتها ان اترك خانة الأمومة فارغة ؟
هل كوني أنسانه أفعل ما أحبه يسلب حقي ؟ يقلل من فرص؟
ما هذا العبث !
بدأت الوصمات تلحقني حينما وجدت حقا لم اعلم لماذا ؟
ولكنِ كنت دائما أتسائل كيف يرون ما هو ليس بي .
ولا يرون حقا ما أعاني منه ويظهر على اكتمال البدر في ليلة اكتماله !
لماذا ؟
لماذا لم يشفق علي احد ؟
ماذا عن جسدي الذي تقطع وعن يومي الذي لم أعلم بدايته من نهايته ؟
ولم لا يرثون عن معنى بعد أن فقدت نصف صحتي وعملي وحياتي ؟
لم أكن أعلم أن الأمومه ايضاً تتقولب كما يريدون، الأمومة التي يحاولون إقناعنا بأنها غريزه ليست مكتسبة و لكن حتي هذه الخرافة لم يكن لي نصيب في أن أنال شرفها هذه الغريزه حرمت علي لأنني أرتدي سلسلة تحمل قارة افريقيا أحمل شنطة ظهري واسكارف قصير علي رأسي ،فعلمت اني لست أم جيدة طالما مظهري الاجتماعي لم يكن مناسب لشكل الامهات !
وما هو شكل هذه الأمهات ؟
جن جنوني حقا ،لقد اصبحت أخشى أن أرضع صغيري فإذا بكى أمامهم كان ذلك دليل بأن لبني ضعيف وغير مشبع ، أخشى نظرات البشر لي وأنا أحمله أخشى التجمعات صغيرة كانت أم كبيرة أخشانى أنا شخصياً لقد تحولت الي أمُنا الغوله .
أصبحت ألوم نفسي إذا قرصة بعوضه وأنا منهكه في النوم وأظل الليله التاليه لا يغفل لي جفن قلقاً أن تقرصه مرة أخرى
فما بالكم إذا مرض ، أحدث نفسي كثيرا عن حركاتي المزعجة عن صوتي المرتفع عن اظافري وعن أكلي وشربي عني انا بأكملي أصابني وسواس ليس بقربي ولكن وسواس جبري فرض علي فأنا لم أمرض ولكني أفقد ثقتي بنفسي .
وياربي
كل ما زاد أدراك صغيري بالحياه كل ما زادت همومي و مسؤولياتي فقد خرجت من سلسلة اتهامات عدم الاهتمام إلى عدم التربية الصحيحة .
لماذا يصرخ كثيراً لماذا لا ينام فجسده نحيف جداً حركته زائده لا ينطق بكلمه" بطه"لم يعلم أين هي يداه وعيناه ...... الخ .
كثيراً أردت إن أصرخ أن أعُيد ثقتي في نفسي إن شعور ذاتي إن هذه أمور طبيعية تحدث لكل الأمهات الجدد .
هذه الاتهامات جعلتني أسأل طفل لم يكمل العامين بعد
هل أنا ظلمتك حقاً بوجودك معي !
وهل أنت تستحق أماً غيري ترعاك مرعاه جيده !
وأبكي لأني أعلم إني لا أحب أحدا مثلما أحببته
يالله ما كل هذا العبء ،
والي متي سوف تُسن السكاكين .
علي رقابنا متى سننتهي من هذه الشكليات المؤلمه .
ولما كل هذا الظلم الواقع علينا نحن كنساء اردن ان نعيش بطريقتنا .
كنت أتمنى إن لا أتأذم من تسريب الحفاضه وأركز أكثر فكيف أجعلك تبتسم من قلبك وكنت ايضاً أتمني إن تركيزي لم يتشتت ما بين كم غياراً أحضرته لك في فسحتنا وهل نسيت المناديل الورقيه و يا خيبتي إذا تركت زجاجة المياه في المنزل .
كنت أتمنى أن نعيش سعداء بدون اي أعباء ياصغيري .
وكأن لا أحد ينظر إلينا لا أصوات تزعجنا
فقد أصبحت أُمك شاحبة لكي تجني لك كل الورود .
أتمنى أن يأتي اليوم الذي تنتهي فيه كل الصرعات وأن أحظ بسلام يعيدني كما كنت في أول الأمر
سلام يضع كل شعور في مكانه الحقيقي يزحزح الهموم عني ،
يجعلني راضية عني وعن ما أملكه وعن ما أستطيع أن أقدمه ولا أكلف ألا ما بوسعي
وإن أعلمك يا صغيري ألوان قوس قزح وأجعلك تشعر برقه الأمطار وونس الحيوانات والرقص مع ميل الأشجار والغوص مع نيمو والنوم في أحضان الجبال وكثيراً مما تحمله له الدنيا من طبيعة وجمال.
ياربي ٱناجيك
أن يتركني شبح أمُنا الغوله ينشق عني مثل إنشقاق البحر بموسي عليه السلام وإن أبارك بروح السيدة مريم وتقر عيني و إن لاتتركني فرداً وأنت خير الوارثين.
واخيراً
أتسائل هل حقاً توجد امُنا الغوله ؟؟
أم كانت ايضاً خرافه وظلم وقع علي هذه الأم المسكينة ولم نعلم عن حقيقة أمرها شئ .
أُمنا الغولة
كتبت مروة حسن :
"أعتقد اليوم بأن الحياة وضعتني نصب عينيها أصبحت ممن يتلذذ بتعذيبهم ترفعني الحياة حتى أخر حدود السما و من ثم توقعني ارضاً لتضحك شامته و بكل دنائه "
"كتاب في ديسمبر تنتهي كل الاحلام "
٤/١١/٢٠١٧
رزقت بطفل يشبه رمال طابا الناعم صغيراً جداً شعره ذهبي ،كان لا يستطيع ان يراني واضحة و لكنه يعرفني جيداً يميزني برائحتي فأنا نكهتك المفضله فأحبني من قبل أن علم معنى الحب فيالا عظمة الشعور كنا نتبادل المشاعر باللمس واحدثه في اذنيه بانني لم أشعر بهذا الاحساس من قبل ،
لا أكترث لنومي المتقطع ولا لجراح رحمي ولا للصداع الذي لا يرحل،
فكل هذا عبث أمام هذا الصغير فهو حقاً كل الوجود.
مضت الأيام الأولي وبدأت الزيارات والمباركين للمولود يتوافدون مجموعة تلو الأخرى
كنت في بدايه الأمر لم أخذ كلامهم علي محمل الجد.
ليس من المعقول أن أتهُم في أول اسبوع من ولادتي بكم هذه الاتهامات ولكن أصبحت تتردد الجمل ذاتى وتتكرر من معظمهم :
"مش معقول انتِ بقيتي أم "
"يا بني الله يكون في عونك أن دي أمك "
"يا بنتي مرمطه الواد معاكِ كده ليه ارحميه ده لسه لحمه طريه "
أدركت وقتها أني سوف ابدأ حرب جديدة ما الجديد ؟! حياتي أغلبها حروب .
لكي أحصل على الحقوق الأوليه ولكن من أجل الحفاظ علي أماني الشخصي سعيت أن أقلل من معاركِ
وأن أحتفظ بخوض حروب كبيرة فقط
ورغم ذلك لم تقف الحياه عن مبارزتِ وبدأت أن أدرك ملامح حرب جديدة .
فقد قررت محكمه المجتمع المنصوبة لنا دائما كنساء من نساء أخريات وقع عليهن عنف فرضت عليهن حياة قاسيه جعلت منهن أداة للجلد بدون وعي وأدراك هؤلاء النساء أصبحن يُمارسن الذكورية أكثر من الذكور ذاتهم .
قد قرروا أن يُعلن فشلي في كيفية الأعتناء بصغيري .
وأن كل هذا يقع علي كتفي بسبب مظهري واهتماماتي ،
ولكن هل نحن ضعفاء حقاً و ننتظر الأحكام التي تصدر علينا من افواه لا تفقه شئٍ عن الحكمة سوي تجارب آباؤهم الأولون؟
هل حبي للسفر والترحال معادلة نتيجتها ان اترك خانة الأمومة فارغة ؟
هل كوني أنسانه أفعل ما أحبه يسلب حقي ؟ يقلل من فرص؟
ما هذا العبث !
بدأت الوصمات تلحقني حينما وجدت حقا لم اعلم لماذا ؟
ولكنِ كنت دائما أتسائل كيف يرون ما هو ليس بي .
ولا يرون حقا ما أعاني منه ويظهر على اكتمال البدر في ليلة اكتماله !
لماذا ؟
لماذا لم يشفق علي احد ؟
ماذا عن جسدي الذي تقطع وعن يومي الذي لم أعلم بدايته من نهايته ؟
ولم لا يرثون عن معنى بعد أن فقدت نصف صحتي وعملي وحياتي ؟
لم أكن أعلم أن الأمومه ايضاً تتقولب كما يريدون، الأمومة التي يحاولون إقناعنا بأنها غريزه ليست مكتسبة و لكن حتي هذه الخرافة لم يكن لي نصيب في أن أنال شرفها هذه الغريزه حرمت علي لأنني أرتدي سلسلة تحمل قارة افريقيا أحمل شنطة ظهري واسكارف قصير علي رأسي ،فعلمت لست أم جيدة طالما مظهري الاجتماعي لم يكن مناسب لشكل الامهات !
وما هو شكل هذه الأمهات ؟
جن جنوني حقا ،لقد اصبحت أخشى أن أرضع صغيري فإذا بكى أمامهم كان ذلك دليل بأن لبني ضعيف وغير مشبع ، أخشى نظرات البشر لي وأنا أحمله أخشى التجمعات صغيرة كانت أم كبيرة أخشانى أنا شخصياً لقد تحولت الي أمُنا الغوله .
أصبحت ألوم نفسي إذا قرصة بعوضه وأنا منهكه في النوم وأظل الليله التاليه لا يغفل لي جفن قلقاً أن تقرصه مرة أخرى
فما بالكم إذا مرض ، أحدث نفسي كثيرا عن حركاتي المزعجة عن صوتي المرتفع عن اظافري وعن أكلي وشربي عني انا بأكملي أصابني وسواس ليس بقربي ولكن وسواس جبري فرض علي فأنا لم أمرض ولكني أفقد ثقتي بنفسي .
وياربي
كل ما زاد أدراك صغيري بالحياه كل ما زادت همومي و مسؤولياتي فقد خرجت من سلسلة اتهامات عدم الاهتمام إلى عدم التربية الصحيحة .
لماذا يصرخ كثيراً لماذا لا ينام فجسده نحيف جداً حركته زائده لا ينطق بكلمه( بطه) لم يعلم أين هي يداه وعيناه ...... الخ .
كثيراً أردت إن أصرخ أن أعُيد ثقتي في نفسي إن شعور ذاتي إن هذه أمور طبيعية تحدث لكل الأمهات الجدد .
هذه الاتهامات جعلتني أسأل طفل لم يكمل العامين بعد
هل أنا ظلمتك حقاً بوجودك معي !
وهل أنت تستحق أماً غيري ترعاك مرعاه جيده !
وأبكي لأني أعلم إني لا أحب أحدا مثلما أحببته
يالله ما كل هذا العبء ،
والي متي سوف تُسن السكاكين .
علي رقابنا متى سننتهي من هذه الشكليات المؤلمه .
ولما كل هذا الظلم الواقع علينا نحن كنساء اردن ان نعيش بطريقتنا .
كنت أتمنى إن لا أتأذم من تسريب الحفاضه وأركز أكثر فكيف أجعلك تبتسم من قلبك وكنت ايضاً أتمني إن تركيزي لم يتشتت ما بين كم غياراً أحضرته لك في فسحتنا وهل نسيت المناديل الورقيه و يا خيبتي إذا تركت زجاجة المياه في المنزل .
كنت أتمنى أن نعيش سعداء بدون اي أعباء ياصغيري .
وكأن لا أحد ينظر إلينا لا أصوات تزعجنا
فقد أصبحت أُمك شاحبة لكي تجني لك كل الورود .
أتمنى أن يأتي اليوم الذي تنتهي فيه كل الصرعات وأن أحظ بسلام يعيدني كما كنت في أول الأمر
سلام يضع كل شعور في مكانه الحقيقي يزحزح الهموم عني ،
يجعلني راضية عني وعن ما أملكه وعن ما أستطيع أن أقدمه ولا أكلف ألا ما بوسعي
وإن أعلمك يا صغيري ألوان قوس قزح وأجعلك تشعر برقه الأمطار وونس الحيوانات والرقص مع ميل الأشجار والغوص مع نيمو والنوم في أحضان الجبال وكثيراً مما تحمله له الدنيا من طبيعة وجمال.
ياربي ٱناجيك
أن يتركني شبح أمُنا الغوله وينشق عني مثل إنشقاق البحر بموسي عليه السلام وإن أبارك بروح السيدة مريم وتقر عيني و إن لاتتركني فرداً وأنت خير الوارثين.
واخيراً
أتسائل هل حقاً توجد امُنا الغوله ؟؟
أم كانت ايضاً خرافه وظلم وقع علي هذه الأم المسكينة ولم نعلم عن حقيقة أمرها شئ.

مقالات اخري

article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
اختيار النساء لشريك الحياة (حق خاضع للقيد)
“كنتُ أحلم بأن أعيش حياة سعيدة مع هذا الشخص الذي اختاره قلبي، ورسمتُ معه الآمال. لكن الآن، ماتت أحلامي، وأصبحتُ شاحبة الوجه، ولم أعد أفكر في كيفية اتخاذ أي قرار؛ فأصبح كل ما ينطقه لساني هو “حاضر” و”نعم”. أصبتُ بحزن دائم، وأصبحتُ عاجزة، وحتى ابتسامتي على وجهي كاذبة.” هكذا وصفت إحدى النساء شعورها بعد أن […]
قرائة المزيد
article 1
١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
في ظل التهميش والتمييز: نظرة على واقع حقوق الصحة الإنجابية والجنسية للنساء والفتيات بمصر
تُعتبر الصحة الإنجابية والجنسية من أهم الجوانب التي تؤثر على حياة النساء، وخاصة الأمهات، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي أو الاجتماعي. تعني الصحة الإنجابية توفير الظروف والبيئة الملائمة للنساء لتحقيق حمل صحي وآمن، كما تؤثر الصحة الإنجابية بشكل مباشر على الصحة الجسدية والنفسية للأم. تساعد الرعاية الصحية قبل وأثناء وبعد الحمل في الكشف المبكر […]
قرائة المزيد